الثلاثاء، 10 يوليو 2012

احتفالات عيد الصحافة ... واصوات مرتزقة قندهار


بقلم: فراس الغضبان الحمداني - 10-07-2012 | (صوت العراق) | نسخة سهلة الطبع احتفالات عيد الصحافة ... واصوات مرتزقة قندهار


فراس الغضبان الحمداني



لم اكن اعجب ابدا وربما تعاطفت مع الذين كانوا يخرجون في الساحات العامة ويهتفون في النوادي الادبية والاتحادات والمؤسسات الوهمية لا نريد بغداد ان تكون قندهار ورددوا شعارات الويل والثبور على مجلس محافظة بغداد وعلى الحكومة ردا على اجراءات تنظيم عمل محال بيع الخمور وكنت ارى ان الحريات العامة يجب ان لا تنتهك تحت ضغط أي طرف خاصة في مثل هذه الضروف التي تشهد فيها البلاد انتقالا سياسيا يتمثل باوجه المشاركة الديمقراطية وحرية التعبير عن الراي والمعتقد ، وكنت اقول ان الذين يحتجون انما هم لا يدافعون بالضرورة عن قنينة خمر بل عن مبدا اهم واعم هو الحرية التي يجب ان يتنعم بها كل العراقيين وهي حقهم التي كفلها الدستور .


لكن في احتفالات عيد الصحافة كانت فارقة مهمة في نهج تفكيري ورؤيتي للاحداث والافكار لان الذين هتفوا من اجل فتح محال الخمور هم نفسهم الذين هتفوا نهاية حزيران ضد ما كانوا يطالبون به من حرية وانفتاح حين اعترضوا على توافد الفنانين والصحفيين والشعراء والمثقفين على بغداد الحبيبة ليشاركوا الوسط الصحفي العراقي احتفالاتهم بالعيد الوطني للصحافة العراقية .


ان الفعاليات والانشطة التي قامت بها نقابة الصحفيين العراقيين في مختلف الاصعدة كان له تاثيرا واقعيا وحقيقيا على طبيعة ادارة الدولة والنهج التكاملي في بناء مؤسساتها ونوع الانفتاح الذي حققته على العالم والمحيط الاقليمي العربي بعد ان كانت بغداد مدينة للاشباح خلال السنوات الاولى للتغير وحين كان( الهتافون) والمدافعون عن محلات الخمور مختبئين في الجحور يخافون الخروج منها لانهم يرون فعل الارهاب وجرائمة وفي ذات الوقت كان الصحفيون داخل ساحة المعركة يفضحون قوى الظلام باقلامهم وكامراتهم ويعقدون المؤتمرات والندوات برعاية كاملة من نقابة الصحفيين ليقولوا للعالم اهلا بكم في بغداد السلام .


وصارت هذه العاصمة قبلة لمحبي الحياة حيث خرج الناس ليعيشوا الحياة الطبيعية ورجعت بغداد لتكون مكانا لطقوس التضامن والالفة الجميلة التي كانوا يحلمون بها ايام الفتنة الطائفية التي حاول الارهاب زرعها ولكن هؤلاء الاوغاد لم يستطيعوا ان يتقبلوا الفرح حين راوا الالاف من الصحفيين والمواطنيين والمسؤولين في الدولة يستقبلون بالاغاني والاناشيد والقبلات ضيوف العراق لانهم حاقدون على التغيير الذي لم يات على مزاجهم ووفق طموحاتهم المريضة فبداوا يشهرون ويهاجمون الحكومة والنقابة على حد سواء من خلال مواقع الكترونية فاشلة ووسائل اعلام وشخصيات تقف خلفها اجندات سياسية مشبوهة لا لشي سوى ان هذه الاحتفالية جعلت من شوارع وسماء بغداد اماكن للفرح والبهجة بعد ان كانت ساحة للظلاميين والقتلة خلال السنوات الماضية وصاروا يهاجمون نقيب الصحفيين الذي مزج بين عنفوان الابداع الصحفي وعنفوان الرغبة في الحياة وجمع رواد الصحافة مع شبابها واحتضن أسرالشهداء والمرضى وكبار السن وصنع البهجة ولم يكلف الحكومة دينارا واحدا لانه اعتمد مبدا الرعاية وهو اسلوب اتبعه خلال السنوات الماضية حين كان يتفق مع شركات الاتصالات وغيرها من مؤسسات لاقامة مناسبات وافراح الصحفيين باعيادهم ولا يكلف خزينة الدولة شيئا كما يزعم هؤلاء مدعي المعرفة لانه يفهم ويعرف مثلما يفهم ويعرف الزملاء في مجلس نقابة الصحفيين ان اموال الدولة خط احمر لانها اموال الشعب .


لكن هؤلاء لا يريدون ان يفهموا لان الذي يعذبهم ويثير كوامن الحقد في انفسهم هو نجاح رئيس الوزراء في ادارة كل الملفات بحكمة متناهية ويغيظهم ايضا نجاح وقدرة نقيب الصحفيين في لملمة اطراف الصحافة العراقية واعادة هيكلتها بعد ان دمرها النظام الدكتاتوري وحاول الارهاب تدميرها وايذائها ولكن الجهود المخلصة مع بقية الزملاء استطاعت ان تعيد الوجه المشرق للصحافة العراقية وهذا ما شهدت به كل المؤسسات المستقلة التي تعنى بالصحافة اما هؤلاء المتطاولون على الحقائق اينما وجدت فهم نكرات يعتاشون على المغالطات والتي قد ترضي هذا او ذاك والذي يماثلهم في الشكل والمضمون .


ايها الزملاء الصحفيون اننا نناشدكم دعم التغيير وحرية التعبير والديمقراطية الناشئة وان لا تسمعوا الاصوات التي تريد لكم الشر وتبحث في الدهاليز المظلمة عن الفوضى والتشرذم والضياع والنكوص الى الوراء واننا في نقابة الصحفيين العراقيين قد عقدنا العزم ان نستمر في دعم ورعاية الاسرة الصحفية من خلال فريقنا المتجانس في الادارة الذي يقوده صحفي محنك هو السيد النقيب الذي عاش تجربة ثرة في الصحافة وتحمل طعنات الاخرين ومع ذلك مضى في طريقه يصنع المجد لصاحبة الجلالة وهذه اول مرة يعيش العراق عيد الصحافة كعيد وطني انشغل به كل الناس من اقصاه الى اقصاه في اجواء مفعمة بالامل وسط حضور جماهيري كبير، فنانون عرب وممثلون ومثقفون وصحفيون كبارو من مختلف بلدان العالم حضروا الى بغداد فمنهم من نسج اغنية للحياة ومنهم من انشد لبغداد العروبة ومنهم من عقد مؤتمرا او ورشة للصحافة .


نحن في عيد الصحافة العراقية لم نات بجلادي ومعذبي الشعوب اوبلطجية مديريات الامن والمخابرات او قادة المليشيات الذين يحملون لافتات القتل والتدمير وانما جلبنا لهم كبار الشخصيات الاعلامية والتي يتشرف بها كل من يمتلك ثقافة تميز بين الغث والسمين ولعل في مقدمتهم رئيس الاتحاد الدولي للصحافة ورئيس اتحاد الصحفيين العرب ورؤساء النقابات الصحفية في اغلب دول العالم ونخبة من المثقفين المعروفين لاننا ندعوا الى الحب و التسامح والعطاء وفتح القلوب والعقول من اجل ان نفتح بابا للمستقبل ونحن لا نتعالى على الاخرين بل يزيدنا شرفا لاننا نعرف قدرنا ونعرف موضعنا بين الناس عندما يسعى الاخرون الى شتمنا ولا يجعلنا نتراجع او نقصر امام مسؤوليتنا او نجعل من ذلك سببا للوقوف في منتصف الطريق بين نقطة الانطلاق ومرحلة الانتهاء من الواجب الواقع على عاتقنا امام الجماهير ، هكذا تعلمنا خلال السنوات الماضية شجاعة وابداع والتي يقف خلفها الزميل النقيب وبقية الزملاء في مجلس نقابة الصحفيين الذي يستحق ان نسميه فريق الروح الواحدة والقلب الشجاع والعقل المسؤول والنية الصادقة وهذه التوصيفات تجتمع في روح كل صحفي شريف يؤمن بما حققته النقابة من منجزات خلال السنوات الماضية حيث انعكس ذلك في كم ونوع غير مسبوق من المنجزات في تاريخ الصحافة العراقية .


وبالتالي يجب علينا ان لا ننسى كيف كنا نعيش الرهبة والخوف في زمن الظلام وكيف كانت نقابة الصحفيين وكانها فرع من فروع الامن العامة والمخابرات بينما الان هي ملتقى لكل الصحفيين بلا استثناء حتى الذين لهم رئيا مخالفا لعمل النقابة او الذين يهاجمون النقابة ويحقدون ولم يقل السيد النقيب يوما ما ان النقابة حكرا على جهة او شخصية دون اخرى بل هي تتسع للجميع سعة قلب العراق بل السيد النقيب يفتخر عندما يرى قلم متميز والذي يشك في هذا ممن بقلبهم مرض عيه ان يزور النقابة لانه قد يشفى من علة مزمنه كي يطلع على انجازاتها وحركة العمل ويشاهد ماذا في ممراتها وغرفها عدا عن تحول حدائقها وساحاتها مكانا لتجمع المراسلين والصحفيين وكامرات الفضائيات والصحف واقامة الحفلات والمؤتمرات والمعارض ومهرجانات تكريم المبدعين فماذا تريدون ايها الحاقدون .


firashamdani@yahoo.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق