الأربعاء، 9 مايو 2018

غاليري (الواسطي) يحتضن خطوات فنانيه الواعدين برعاية رابطة المصارف الخاصة العراقية،


نظم مركز (بالــيت) للثقافة والفنون بالتعاون مع الدار العراقية للأزياء، معرضا مشتركا تحت عنوان " 4 خطوات" 4Steps لاربعة فنانين (علاء الدين محمد، وسام عبد جزي، حيدر فاخر ، مثنى طليع) تمثل تجارب جمالية واعدة ومتميزة لفنانين شباب) . أفتتح المعرض الاستاذ عقيل المندلاوي المدير العام للدار برفقة الفنان سعد الطائي ونخبة من الفنانين التشكيليين وعدد من مسؤولي الدار صباح يوم الاربعاء / 9 ايار 2018. مدير مركز (باليت) الاستاذ ناصر عبدالله الربيعي في كلمة له اثناء تجواله في اروقة المعرض قال: ربما تلك الخطوات الاربع تسعى للوصول الى ضفاف حلم ينشده الكثير من الفنانين الا وهي ناصية الابداع الخلاق، فالخطوات الاربع هي محاولة تشكيلية جادة لاعادة تعريف (المكان) بكل تجلياته من قبل تلك الثلة الجمالية فهم يسعون الى تقديم رؤية بصرية جديدة ذات صياغات معاصرة قادرة على طرح تفسيرات فلسفية وجمالية حول المكان. ختاما .. المكان ليس مجرد رقعة جغرافية محددة بملامح واطر خاصة انما هو مجموع لقصص ومحاور فكرية احتلت حيزا واسعا في ذهن وذاكرة كل فنان بما لديه من خصوصية المبدع، فالمكان ربما كل شيء متحرك وليس ثابتا يتعلق باسترجاعات الماضي او كينونه الحاضر او لربما اشراقة للمستقبل، وهذا ما اجمع عليه غالبية الحضور .. على هامش المعرض قدمت جمعية الفنانين التشكيليين باقة ورد تحمل كلمات تشجيعية قيمة ومباركين للفنانين خطواتهم. جدير بالذكر ان المعرض يستمر لعدة ايام خلال ساعات الدوام الرسمي وذلك في "قاعة الواسطي" بمبنى الدار العراقية للأزياء في زيونه. رفاه المعموري

الثلاثاء، 8 مايو 2018

صادق الموسوي رئيسا لاتحاد الاعلاميين العرب في العراق

عاجل من اتحاد الاعلاميين العرب
  
نتقدم بخالص التهاني الى مكتب الاتحاد بدولة العراق الشقيق برئاسة الدكتور / صادق عبدالجبار عبدالواحد - بعد اعتماد مجلس الادارة والامانة العامة وتوثيق الخارجية.
الف الف مبروك.

الاثنين، 7 مايو 2018

رجل السلام العالمي في زيارة الى العالم والمفكر المرجع سماحة الشيخ عدي الاعسم. ادامه الله .



زيارة رئيس البرنامج الدولي لتكريم أفضل  الشخصيات المبدعة  والمطورة في الشرق الأوسط  السيد صادق الموسوي مع الوفد المرافق شمل ممثلين عن المفوضية الدولية وبعثة السلام الدولية للشرق الأوسط   وتجمع السلام العالمي الى العالم الرباني والمفكر والمبتكر والمخترع المرجع الديني سماحة الشيخ (عدي الاعسم )

ادام الله ضله الوافي  .في النجف الاشرف.
                             
زار ظهر الأحد 6 ايار 2018  رئيس  البرنامج الدولي لتكريم أفضل خمسون شخصية مطورة ومبدعة في الشرق الأوسط  مع الوفد المرافق له للمفوضية الدولية  وتجمع السلام العالمي لسماحة المرجع الديني والعالم الرباني والمخترع  سماحة الشيخ (عدي الاعسم ) رعاه الله وجعله منارا للعلم وراية" يستظل بها العلماء والمبتكرين .

عندما يجتمع  العلم  والاجتهاد  تجد البساطة والطيبة والتواضع . هذا ما لمسناه من سماحته .
فقد أنصتنا بتمعن لحديث سماحته  فوجدناه يحمل علوما جما منها علم حصولي وآخر حضوري ولم يمنح الله هذين العلمين إلا لخاصة خلقه . وبالخصوص العلم الحضوري الذي يهبه الله لمن يشاء ويحب من عباده ،كما قال الإمام الصادق (عليه السلام )،
( إنما هو نور يقذفه الله في قلب من يشاء ويحب من عباده)  وهذا العلم لا يمنحه سبحانه وتعالى للبعد  إلا بعد مجاهدة النفس وهو الجهاد الأكبر بعد أن يحمل  علم الأخلاق والسير قدما في طريق التكامل ليصل الى العصمة المكتسبة في علم السلوك والسير إلى الله تعالى .فيفتح له أبواب الرحمة والحكمة التي لا ينالها إلا ذو حظ عظيم.
وبعد اجتياز تلك المنازل واجتياز الأبواب لنيل المقامات للوصول الى الغايات والنهايات .تنكشف له دقائق الأشياء .
عندها يحدث الصعق في العلوم الذي ينتج منها الابتكارات والاختراعات لخدمة البشرية .
وهذا فعلا ما حدث لسماحة العالم والمرجع الشيخ عدي الاعسم ,
ولهذا ألهمه الله عز وجل عقلا اكبر وأوسع من الكثير من العلماء والحكماء
ولهذا تجد لديه العديد من الابتكارات والاختراعات وخاصة الأخيرة منها و التي حازت على جوائز دولية  . هما
الاستنساخ الضوئي ، وفسلجة النعاس .
        وقال سماحته لقد اطلعت على منشور فكرة إنشاء  تأسيس بعثة السلام الدولية في الشرق الأوسط أبارك خطواتكم من اجل نشر السلام  وانا معكم داعما ومساندا ( والأب الروحي ) لبعثة السلام 
من اجل تحقيق الأهداف السامية لإحلال السلام في المنطقة العربية والشرق الأوسط انطلاقا لنشر السلام للعالم..


 وقد تحدث سماحته عن التطور العلمي وعن وضع الدين الحقيقي في نصابه الصحيح في التفسير العقلاني ،  وعن الأمانة العلمية للعالم صاحب الجهد
وعلى من يسرق أفكار غيره وينسبها له ، فعليه على الأقل ان يذكر اسم صاحب المشروع او الابتكار العلمي لا أن ينسبه له وسرقة مجهود العالم الذي منح عصارة فكره لكي يخرج بنتيجة لخدمة البشرية .

           وقد كرّم سماحته بدرع حضارة وادي الرافدين الذي يمنح للعلماء  والمخترعين من قبل العالمة الدكتورة حنان البغدادي مدير قسم العلماء والباحثين في المفوضية الدولية لحقوق الإنسان .
وقد منح سماحته درع السلام من لبنان عربون شكر وتقدير من السفير الدكتور احمد عكاري  ، وقلادة  عربون محبة وتقدير من قبل السفير الدكتور السيد حسن رضا  الذي قدمها للفريق العراقي المشارك في مؤتمر لبنان  واعتبر سماحته مشارك بروحه وانجازاته وتقديرا  لإبداع وتميز  سماحة العالم والمرجع الديني الشيخ ( عدي الأعسم) رعاه الله.

وقد قلده السيد صادق الموسوي بعد ان تحمل أمانة إيصال الدرع والقلادة لسماحته عند حضوره لمشاركة مؤتمر دولي في لبنان.

وفي الختام أهدى سماحته للوفد كتابه القيم بعنوان ( الأقوياء والشيخوخة)

نتقدم بالشكر الجزيل لسماحته والسادة والشيوخ الذين استقبلوا الوفد  وعلى حسن الاستقبال والضيافة والكرم ولم يسمحوا بخروج الوفد الا بعد تناول وجبة الغداء.

أسماء الوفد
صادق الموسوي
حنان البغدادي           
عمار الشويلي
زينب صافي عباس
زينب عبد الحسن
علاء النداوي
كامل
صادق عبد الواحد الموسوي
تصوير عمار الشويلي
وكالة صوت العراق الإخبارية 







الأربعاء، 2 مايو 2018

هلموا لنشترك مع الإنسانية ونتفاعل بمشروع السلام..



محاضرة عن مبدأ السلام والتعايش السلمي مع كافة الأديان
الإسلام مبدأه السلام والتوافق مع كافة الأديان. 
إلقاء:السيد صادق الموسوي 
الجميع يؤمن بان السلام هو الفكرة المثالية التي من شأنها توجيه أفعال وطموح بني البشر في أي مكان كانوا .والخلافات السياسية والثقافية بين بعض الأطراف هي التي تحول دون إحلال السلام. وأن التطلع للسلام يستند على فكرة التسامح والمصالحة بين الشعوب. 
والجميع يؤمن أن معظم بني البشر يرغبون بالعيش بهدوء وسكينة وان يحققوا اكبر قدر ممكن من السعادة الشخصية 
وإنها لا تأتي إلا من خلال السلام. وحيث أن مصدر النزاعات هو الصدام بين رغبات وتطلعات الأشخاص من اجل تحقيق سعادتهم وأهدافهم ،
فإننا نعتقد أن الثمن الباهظ الذي يدفعه أي طرف متنازع في ظل غياب السلام من شأنه أن يساهم في تعميق الوعي والإحساس بضرورة إحلال السلام والتعايش سويا بالمحبة والوئام من خلال التقارب بين الأديان .
وإننا نؤمن بان فكرة السلام هي فكرة عالمية ينبغي أن لا يكون لها أية ارتباطات سياسية او إغراض شخصية. 
ويجب ان تكون شراكة تعاونية بين الحكومات ومنظمات المجتمع المدني لدعم التنمية وفق المبادئ السامية. 
لتعزيز ثقافة السلام من خلال برامج التعليم والمنافسات الرياضية والفنية والإعلامية والخدمية. * 
نظام تعاون وتفاهم بين الأديان.
* تعزيز الثقة المتبادلة بين الحكومات ومنظمات المجتمع المدني وتنمية توجهاتها بما يخدم المصلحة العامة . 
سفراء السلام العالمي هم من يدعون كافة البشرية إلى السلام والتقارب بين الأديان ، سواء منح شهادة سفير السلام او لا. 
وهم ملزمون في سعيهم الإنساني نحوه هدف أسمى من خلال المناشدة في إحلال السلام في العالم. 
عمل السفراء: يعمل سفراء السلام من خلال ثلاث مجالس 
* قومي * إقليمي * عالمي 
والجميع يقفون على أرضية القيم المشتركة وتعزيز مفهوم التسوية وتجاوز الحواجز والحدود وبناء السلام. 
مبادئ السلام : مبادئ السلام من رؤية إسلامية وهي متفقة مع جميع الأديان السماوية. 
1 - وجود اله واحد ونحن له عابدون , وجميعنا ننتمي لأسرة واحدة خلقها الله. (إنما إلهكم اله واحد) (كلكم من آدم وآدم من تراب )
2 - الإنسان لا يتطور بإشباع رغباته الجسدية فقط الأرض والطعام وغيره ، وإنما هناك روابط أخرى تشترك معها جميع البشرية. فإذا كان همه إشباع الرغبات خرج من طور الإنسانية وأصبح من البهائم . ( أولئك كالإنعام بل أظل سبيلا).
3 - الأسرة والزواج هما مؤسستان مقدستان، لتوسيع دوائر المجتمع لتكون قبائل وشعوب ،(وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا).
4 - المبدأ الأساسي لتصالح الأعداء هو العيش من اجل الآخرين. وهذا مبدأ سماوي نهجه الله تعالى بقوله (ويؤثرون على أنفسهم ولو كان فيهم خصاصة ) 
ومبدأ حب لأخيك كما تحب لنفسك
5 - الحوار بين الأديان يخلق الألفة بين رجال الدين والتعاون مع المجتمع ورجال السياسة أساسيان لعملية السلام ، وهذا من صميم عملنا الإنساني الذي نسعى إليه .
فجميع الناس من الديانات الإبراهيمية الثلاث يعيشون في العناصر المشتركة بينهم بميراث مشترك والذي يساعد على التفاهم والإصلاح نحو بداية جديدة 
(مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ) 78 الحج هذه تقريبا جوهر الأفكار والنصوص التي يجب اعتمادها في عملنا الإنساني
فان الدين الإسلامي الحنيف يتفق مع الكثير مما هو مطروح أعلاه لتعزيز الأمن والسلام والتآخي والمحبة بين النوع البشري وصريح القرآن الكريم في الآيات التالية يعطينا هذا المفهوم للتعايش بين الناس بمشترك هام ورسول الله محمد(ص) أرسله الله رحمة للعالمين حيث قال تعالى :
(وما أرسلناك الا رحمة للعالمين). (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) سورة النساء1
(هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا ) 
(خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنزَلَ لَكُم مِّنْ الأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ ) 6 الزمر 
ما أروعها من آيات قرآنية تحث الإنسان وتدعوه لان يشترك مع الإنسانية بمشترك الرجوع لجنس بشري واحد ، وهذا كفيل لخلق جو من المحبة والتآخي 
ونرى الإمام علي عليه السلام يبين حقيقة وهي: (الناس صِنْفَانِ إِمَّا أَخٌ لَكَ فِي الدِّينِ وَ إِمَّا نَظِيرٌ لَكَ فِي الْخَلْقِ) وهذه النظرية القرآنية العظيمة تعطي لنا مسؤولية كبيرة اتجاه جميع الديانات .
كما جاء في قوله تعالى :
(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَخَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ) 62 البقرة
اي ان الإيمان بالله واليوم الأخر هو المقياس الحقيقي الذي ينظر به الإسلام وهذا ما تؤمن به جميع الديانات 
وان كانت هناك آية تقول ان الدين عند الله الإسلام فعلينا ان نجد التعريف الحقيقي للإسلام هل هو هذا التشريع الإسلامي أم ان صريح القرآن يعتبر جميع الأنبياء من المسلمين ويكون تعريف الإسلام القرآني هو التسليم والانقياد لله رب العالمين كما دل القرآن على هذا بقوله تعالى : 
(رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ )128 البقرة 
(وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّسْلِمِينَ) يونس84
(مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ )78 الحج 
فهذه مشتركات كثيرة ومهمة وندع باقي الأشياء المختلف عليها للزمن فهو كفيل بإيجاد لها حلولا ولكن لنشترك مع الإنسانية ونتفاعل معها بمشروع السلام وحينها من يمتلك الحجة والدليل سوف يستطيع التغير ودعوة الآخرين لمبادئه ان لم يكن تأتيه الناس دون القيام بمهام الدعوة لان العقل السليم والفكر المتنور يتبع الصحيح فلا نقف في زاوية ونتشنج من مجرد سماعنا لمشروع بين باقي الديانات فلنعمل بوصايا الإسلام الحقيقة لا بأهواء صنعها الإنسان دون معرفة وإدراكا منه بخطورة الابتعاد وعدم التعايش مع الجنس البشري. 
والحمد لله رب العالمين.

الخميس، 12 أبريل 2018

في رحاب ذكرى استشهاد راهب بني هاشم الامام موسى بن جعفر (ع)



إن حياة الإمام موسى بجميع أبعادها تتميز بالصلابة في الحق، والصمود أمام الأحداث، وبالسلوك النير الذي لم يؤثر فيه أي انحراف أو التواء، وإنما كان متسماً بالتوازن، ومنسجماً مع سيرة الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) وهديه واتجاهه، والتزامه بحرفية الإسلام.
وكان من بين تلك المظاهر الفذة التي تميزت بها شخصيته هو الصبر على الأحداث الجسام، والمحن الشاقة التي لاقاها من طغاة عصره، فقد أمعنوا في اضطهاده، والتنكيل به، وقد أصر طغاة عصره على ظلمه فعمدوا إلى اعتقاله وزجّه في ظلمات السجون، وبقي فيها حفنة من السنين يعاني الآلام والخطوب. ولم يؤثر عنه أنه أبدي أي تذمر أو شكوى أو جزع مما ألم به، وإنما كان على العكس من ذلك يبدي الشكر لله، ويكثر من الحمد له على تفرغه لعبادته، وانقطاعه لطاعته.
فكان على ما ألمّ به من ظلم واضطهاد من أعظم الناس طاعة، وأكثرهم عبادة لله تعالى، حتى بهر هارون الرشيد بما رآه من تقوى هذا الإمام وكثرة عبادته فراح يبدي إعجابه قائلاً: (إنه من رهبان بني هاشم).
ولما سجن في بيت السندي بن شاهك، كانت عائلة السندي تطلّ عليه فترى هذه السيرة التي تحاكي سيرة الأنبياء، فاعتنقت شقيقة السندي فكرة الإمامة، وكان من آثار ذلك أن أصبح حفيد السندي من أعلام الشيعة في عصره.
إنها سيرة تملك القلوب والمشاعر فهي مترعة بجميع معاني السمو والنبل والزهد في الدنيا والإقبال على الله. لقد كانت سيرة الإمام موسى بن جعفر مناراً نستضيء بها حياتنا.
ومن ظواهر شخصيته الكريمة هي السخاء، وإنه كان من أندى الناس كفاً، وأكثرهم عطاءً للمعوزين. لقد قام الإمام موسى (عليه السلام) بعد أبيه الإمام الصادق (عليه السلام) بإدارة شؤون جامعته العلمية التي تعتبر أول مؤسسة ثقافية في الإسلام، وأول معهد تخرجت منه كوكبة من العلماء وقد قامت بدور مهم في تطوير الحياة الفكرية، ونحو الحركة العلمية في ذلك العصر، وامتدت موجاتها إلى سائر العصور وهي تحمل روح الإسلام وهديه، وتبث رسالته الهادفة إلى الوعي المتحرّر واليقظة الفكرية، لقد كان الإمام موسى (عليه السلام) من ألمع أئمة المسلمين في علمه، وسهره على نشر الثقافة الإسلامية وإبراز الواقع الإسلامي وحقيقته.
ويضاف إلى نزعاته الفذّة التي لا تُحصى حلمه وكظمه للغيظ، فكان الحلم من خصائصه ومقوماته، وقد أجمع المؤرخون أنه كان يقابل الإساءة بالإحسان، والذنب بالعفو، شأنه في ذلك شأن جدّه الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) وقد قابل جميع ما لاقاه من سوء وأذى، ومكروه من الحاقدين عليه، بالصبر والصفح الجميل حتى لقب بالكاظم وكان ذلك من أشهر ألقابه.
وما أحوج المسلمين إلى التوجيه المشرق، والرسالة التي سطرها لنا هذا الإمام في التضحية في سبيل الله والانطلاق نحو العمل المثمر البناء
نشأ الإمام الكاظم في أحضان أبيه ، وأدّبه فأحسن تأديبه .
أطلق الناسُ عليه ألقاباً عديدة تدلّ على صفاته الأخلاقية ؛ منها : الصابر ، العبد الصالح ، الأمين ، ولكنه اشتهر بلقب ( الكاظم ) ، لأنه كان يكظم غضبه .
 
أمضى الإمام مع والده عشرين سنة ، وعاش بعد والده 34 سنة . . قضى نصفها في السجون المظلمة .
كان الإمام الكاظم نحيفَ الجسم . . أسمرَ اللون . . كثُّ اللحية . . عليه سيماءُ الأنبياء .
أخلاقه :
كان رجلٌ بالمدينة يؤذي الإمام ، فكلَّما رآه شتمه وسبّ سيدنا علياً ( عليه السلام ) .
فقال بعض أصحاب الإمام : دعنا نؤدّبه .
فنهاهم الإمام عن التعرض له بسوء .
وسأل الإمام عن شغل الرجل ، فقالوا : إنّ له مزرعة خارج المدينة .فقصده الإمام واخترق المزرعة .
فصاح الرجل : لا تطأ زرعنا .
 
واستمر الإمام في طريقه حتى وصل إليه ، فسلّم عليه وجلس عنده ، وراح يضاحكه ، ثم قال له : كم تضرّرتَ في زرعك ؟
قال الرجل : مائة دينار .
فقال الإمام فكم ترجو أن يكون محصولك منه ؟
فقال الرجل : أنا لا أعلم الغيب !
فقال الإمام موضحاً : إنّما قلتُ لك كم ترجو .
فقال الرجل : مائتا دينار . فأعطاه الإمام ثلاثمائة دينار .
فأخذها الرجل شاكراً .
وفي اليوم التالي ، وعندما ذهب الإمام إلى المسجد ، نهض الرجلُ واستقبله بحفاوة وقال له : الله أعلم حيث يجعل رسالته .
وتعجب أصحاب الإمام ، فأخبرهم الإمام بما فعل ، وأوصاهم بمداراة الناس ، ومعاملتهم بالحسنى .
كرَمُ الإمام :
كان الإمام الكاظم يتفقّد فقراءَ المدينة ، فيخرج في الليل ويوزّع عليهم الطعام والمال ، وكانوا لا يعرفون من أين يأتيهم ذلك .
 
وحُكي أن المنصورَ طلب من الإمام الكاظم ( عليه السلام ) الجلوسَ للتهنئة في عيد النيروز واستلام الهدايا .
فقال الإمام : إني قد فتّشتُ الأخبار عن جدّي رسولِ الله ( صلى الله عليه وآله ) فلم أجد لهذا العيد خبراً وأنه سنّة للفرس ، ومحاها الإسلام ، ومعاذَ الله أن نحيي ما محاه الإسلام .
ولكن المنصور أصرّ على الإمام أن يفعل ذلك ، فجلس الإمام كارهاً ودخل عليه الأمراء والقادة يهنّئونه ويقدّمون الهدايا والتحف ، وكان خادمُ المنصور يسجّل كلَّ ذلك .
فجاء في آخر الناس شيخٌ طاعنٌ في السن ، فقال له : يا بن بنت رسول الله إني رجلٌ فقير ، وليس معي هدية ولكن أتحفك بثلاث أبيات قالها جدّي في جدِّك الحسين (عليه السلام ) :
عجبتُ لمصقول علاك فرندُهُ يومَ الهياج وقد علاك غبارُ
ولأسهم نفذتك دون حرائر يدعون جدّك والدموعُ غزارُ
ألا تغضغضت السهام وعاقَها عن جسمكَ الإجلالُ والإكبارُ
أبيات رقيقة يتعجّب فيها الشاعر لجرأة السيف على ضرب جسم علاه الغبار ، وعلى سهام تستهدف رجلاً يدافع عن بنات النبي ، وكان الأولى بالسهام أن تتحطّم إجلالاً وإكباراً له .
 
تأثر الإمام وقال للشيخ : اجلس بارك الله فيك ، وقال لخادم المنصور : انطلق إلى سيّدك وعرّفه بهذا المال وما يصنع به ، فذهب الخادم وعاد وهو يقول : كلها هبة مني له ، يفعل بها ما أراد .
فالتفت الإمام إلى الشيخ وقال : قد وهبتُها لك .
الإمام والعمل :
كان الإمامُ الكاظم يحبّ العمل ، وكان له أرض يزرعها ويعمل فيها ، وذات يوم مرّ به أحد أصحابه وكان اسمه " علي " فرآه منهمكاً في العمل والعرق يتصبّب منه . فقال له ( علي ) : جعلت فداك أين الرجال ؟ أليس هناك من يقوم بالعمل عنك ؟
فقال و هو يجفّف جبينه : يا علي قد عمل باليد من هو خيرٌ مني ومن أبي ، فقال علي : من هو ؟ فقال الكاظم ( عليه السلام ) : رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وأمير المؤمنين ( عليه السلام ) وآبائي كلّهم كانوا قد عملوا بأيديهم ، وهو من عمل النبيين والمرسلين و الأوصياء والصالحين .
حكاية وعبرة :
كان الإمام الكاظم ( عليه السلام ) يمشي في الأزقّة يوماً فسمع غناءً ماجناً ينبعث من أحد البيوت . وفي الأثناء خرجتْ فتاة ، فتوقّف الإمام وسلّم عليها ، ثم سألها قائلاً : صاحب البيت حرٌّ أم عبد ؟ .
 
فقالت متعجّبة : بل حرّ .
فقال الإمام : صدقتِ لو كان عبداً لخاف سيّده .
عادت الفتاة وسألها صاحب البيت – واسمه بشر – عن سبب تأخّرها ، فقالت : مرّ رجلٌ وسألني : صاحب البيت حرّ أم عبد .
فقال بشر : وبماذا أجبتيه ؟
قالت الفتاة : قلت له : حرّ ، فقال لي : صدقتِ لو كان عبداً لخاف سيّده .
أطرق بشر مفكراً ، وشعر بالكلمات تهزّ أعماقه ، فانطلق خلف الإمام حافياً يعلن توبته وعودته إلى أحضان الدين والإيمان . ومن ذلك اليوم دُعي ببشر الحافي ، واشتهر بين الناس بزهده وعبادته .
زهد الإمام :
كان الإمامُ مضرِبَ الأمثال في الزهد والعبادة ، وكان يطيل السجود لله معمقاً معاني العبودية للخالق القهّار .
 
وعندما يعبد الإنسانُ ربَّه فإنه يشعر بالحرّية تملأ كيانه ، فلا يخشى شيئاً ولا يهاب شيئاً إلا الله سبحانه ؛ لهذا نرى صمودَ الإمام في وجه الظلم فلم ينحنِ لغير الله رغم ظلام السجون ، بل أنه شكر الله على السجن وعدّ ذلك نعمةً لأنه تفرّغ إلى عبادة الله سبحانه.
لقد حيّرت مواقف الإمام أعداءه ، وكان بعض سجّانيه يبكي أمامه ويلتمس منه العفو .
لم ينفع معه الجوعُ ، ولا القيود ، ولا ظلمة السجن في النيل من إرادته . وكان هارون يسعى في كل شيء من أجل رؤية الإمام خاضعاً . . حتى انه أرسل له ذات يوم جاريةً حسناء علّها تغوي الإمام ، فعادت مبهورة بروح الإمام ، فإذا هي تترك حياة اللهو والمجون ، وتأوي إلى عبادة الله والدعاء والصلاة .
في بغداد :
تُوفّيَ المنصورُ سنة 158 هجرية وخلفه في الحكم ابنُه المهدي .
 
أراد المهديّ اتّباعَ سياسةٍ جديدة تجاه العلويين والشيعة ، فأطلق سراح السجناء السياسيين وأعاد إليهم أموالهم المصادَرة ، وراح يُنفق من بيت المال بلا حساب . . حتى أنه صرف على زواج ابنه ( هارون ) أكثر من 59 مليون درهم ، ووهب الشعراء الذين يهاجمون أهل البيت الجوائزَ الضخمة .
وأراد بعضُ ذوي الأطماع التزلّف إلى السلطة ، فاختلقوا أخباراً كاذبة عن نشاط الإمام ومعارضته ، فأمر المهدي بإشخاص الإمام من المدينة إلى بغداد وزجّه في السجن ، ولكنه سرعان ما أطلق سراحه .
يقول المؤرخون أن المهدي رأى ذات ليلة – في منامه – أمير المؤمنين علياً ( عليه السلام ) يقرأ هذه الآية ويقول له : يا محمد ، فهل عسيتم ان توليتم ان تفسدوا في الأرض وتقطّعوا أرحامكم .
فاستيقظ المهدي مذعوراً ، وأمر بإطلاق سراح الإمام في منتصف الليل .
واقعة فخّ :
مرّت عشرة أعوام ، وتُوفّي المهدي ، فجاء إلى الحكم ابنُه الهادي ، وكان شابّاً نزِقاً ، معروفاً بالقسوة ، وقد ارتكب الهادي مذبحة مروّعة بأهل البيت تُشبه _ إلى حدّ بعيد – مذبحةَ كربلاء ، وذلك في واقعة فخ ، عندما حاصر الجيش العباسي ثلاثمائة ثائر بقيادة الحسين بن علي من أولاد الإمام الحسن ( عليه السلام ) ، وقد لقي الحسينُ مصرعه في المعركة ، واقتيد الكثيرُ منهم أسرى إلى بغداد ، فأصدر الهادي أمراً بإعدامهم .
هارون الرشيد :
بعد مذبحة " فخّ " توعد الهادي الإمام الكاظم بالتهديدات ، ولكنه مات قبل أن ينفِّذ تهديداته ، فجاء إلى الحكم بعده هارونُ الرشيد سنة 170 هجرية ، كان الإمام الكاظم قد بلغ من العمر 42 سنة . وفي عهد هارون سيطر البرامكة على مرافق الدولة ، وعاشوا حياة البذخ والترف والتلاعب بأموال المسلمين . واتّبع هارون الرشيد سياسةَ البطش والقتل ، وراح يطارد العلويين في كلّ مكان .
المذبحة :
استدعى هارونُ الرشيد " حميدَ بن قحطبة " في منتصف الليل ، وأراد ان يعرف مدى وفائه للسلطة ، فقال له : كيف وفاؤك لي ؟
فقال حميد بن قحطبة : أفديك بأهلي وأولادي .
 
فكرّر الرشيد سؤاله ، وأجاب ابن قحطبة : أفديك بأهلي وأولادي .
وللمرة الثالثة كرر الرشيد السؤال .
عندها أدرك قحطبة هدف الرشيد ، فقال : أفديك بديني .
وهنا قال الرشيد : إذن انطلق مع " مسرور "[2] ونفّذ ما يأمره بك .
قال مسرور لابن قحطبة – بعد أن وصلا إلى السجن : إنّ الخليفة يأمرك بقتل جميع من في السجن ورمي جثثهم في البئر .
كان المسجونون من أولاد علي وفاطمة ، وكان عددهم 60 شخصاً فيهم الصبي الصغير والشيخ الكبير ، وراح " حميد بن قحطبة " يضرب رقابَهم الواحد تلو الآخر دون رحمة أو شفقة .
وقد بلغت قسوة " الرشيد " من الفظاعة أنّه أمر بفتح الماء على قبر سيّدنا الحسين ( عليه السلام ) ، ومنَع الناسَ من زيارته والتبرك به .
موقف للإمام :
كانت حكومةُ هارون الرشيد تمثّل الظلمَ والقهر والاستبداد والاعتداء على أرواح الأبرياء وممتلكاتهم ، وكان الناس يعيشون حياة القهر والبؤس والحرمان ، في حين يتمتع هو وأعوانه بحياة تشبه حياة الأساطير .
 
السجون المظلمة تزخر بالمظلومين والأبرياء ، وهو يعيش في قصور خيالية .
لهذا كان موقف الإمام ( عليه السلام ) شديداً تجاه الرشيد . وكان ينهى الناس عن التعاون مع حكمه ؛ لأنه ركون إلى الظلم ، وهو حرام .
قال الإمام يوماً لصفوان الجمّال – وكان من أصحابه :
-كل ّ شيء فيك حسِن لولا كِراؤك الجِمال إلى هارون .
فقال صفوان : أنا لا أكريه الجمال ألا إذا أراد الحج !
فقال الإمام تحبّ ان يعود هارون سالماً حتى يعطيك أجرك ؟
فقال صفوان : نعم .
فقال الإمام : من أحبّ الحياة للظالمين كان منهم .
قرّر صفوان بيع جماله جميعاً حتى لا يضطرّ إلى تأجيرها للرشيد .
وعندما سمع هارون ، أدرك أن صفوان قد باع الجمال استجابة للإمام ( عليه السلام ) ، فقرّر قتله ، ولكنه تراجع فيما بعد ، وظلّ يحقد على الإمام .
كان موقف الإمام عدم التعاون مع الظالمين ، ولكنه كان يسمح للبعض أن يشغلوا مناصب حساسة في حكومة الرشيد لكي يخفّفوا من حدّة الظلم والقهر ، ويقدِّموا بعض العون للمظلومين ، كما حصل للوزير " علي بن يقطين " الذي كان من أتباع الإمام ، ولكنه كان يُخفي ذلك .
وكان الرشيد يراقب وزيره بدقّة ، ولكنه فشل في العثور على أي مستمسك يؤيد تشيّعه للإمام الكاظم ( عليه السلام ) .
حوار مع هارون :
كان هارون يعتبر الإمام خطراً يهدّد حكمَه ، وكان يحاول ان يوجِّه له أسئلة محرجة . . لعلّها تُظهر عجزه وعدم قدرته .
 
سأل الرشيدُ الإمامَ ذات يوم ، وقال له :
ـ أخبرني لم فُضِّلتم علينا ونحن وأنتم من شجرة واحدة . . نحن بنو العباس وأنتم بنو أبي طالب ، وهما عمّا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) .
فأجاب الإمام :
ـ نحن أقرب إلى رسول الله لأن عبد الله ( والد النبي ) وأبو طالب أخوان من أم واحدة وأب واحد ، والعباس ليس من أم عبد الله .
وسأله هارون سؤالاً آخر : لِمَ يدعوكم الناسُ بأنّكم أولاد رسول الله وهو جدّكم ، وأبوكم علي ؟
فقال الإمام : يا أمير المؤمنين لو بُعث النبي فخطب ابنتك هل تزوِّجه ؟
فقال هارون : نعم ، وأفتخر بذلك على العرب والعجم .
فقال الإمام : أما نحن فلا يخطب منا رسول الله ولا نزوِّجه ؟
فقال هارون : ولماذا ؟
فقال الإمام : لأنّه ولدني ولم يلدك .
 
الخيانة :
هناك نفوس مريضة لا ينفع معها كل شيء . . كخيانة علي بن إسماعيل لعمه الكاظم ( عليه السلام ) .
لقد عامل الإمام ابن أخيه بالإحسان ، فكان جوابه الإساءة .
قرر علي بن إسماعيل السفر إلى بغداد ، فاستدعاه الإمام وسأله عن الهدف . فقال: عليّ دينٌ وأريد أن أقضيه .
فقال الإمام : أنا أقضي دينك ، فلا تذهب إلى بغداد .
رفض علي بن إسماعيل ذلك ، وأصرّ على السفر .
فقال الإمام : إذا ذهبت إلى بغداد ، فلا تشترك في قتلي .
نهض علي بن إسماعيل دون جواب ، وناوله الإمام صرّة فيها ثلاثمائة دينار ينفقها على عياله .
وأمام هذا الإحسان كان عليُّ بن إسماعيل يضمر في نفسه الخيانة .
 
كان يريد التملّق إلى الرشيد ، وكان يعرف أنّ الطريق إلى ذلك هو اتهام الإمام .
دخل علي بن إسماعيل على الرشيد ، وقال بخبث : خليفتان في زمن واحد ! . لقد تركتُ موسى بن جعفر في المدينة يدّعي الخلافة وتجبى إليه الأموال .
شعر الرشيد بالغضب ، وأصدر أمره بإلقاء القبض على الإمام وإيداعه السجن في البصرة .
لم يحصل علي بن إسماعيل إلاّ على جائزة تافهة قيمتها 200 درهم وخرج من القصر ذليلاً ، ولكنه شعر بآلام شديدة ، وسرعان ما لقي حتفه فخسر الدنيا والآخرة .
إلى البصرة :
قَدِم الرشيدُ بنفسه إلى المدينة للإشراف على إعتقال الإمام الكاظم ( عليه السلام ) ، وخرج الناس يبكون .
 
كان الرشيد يدرك مدى حبّ الناس للإمام ، فخاف أن يحدث ردّ فعل لاعتقاله ، فأصدر أمره بنقل الإمام إلى البصرة في منتصف الليل .
وفي الصباح تحرّكت قافلة باتجاه بغداد . . أشاع الرشيد بأنّها تحمل الإمام الكاظم إلى بغداد .
أُلقي الإمام في زنزانة مظلمة في سجن البصرة ، وقد تعجّب حاكم البصرة من اعتقال رجلٍ على هذا المستوى من التقوى والعبادة والزهد ، وبعث إلى الرشيد برسالة يطلب فيها الإفراج عن الإمام .
أمر الرشيدُ بإرسال الإمام مخفوراً إلى بغداد . . حيث أودع السجن .
وقد بهرتْ أخلاقُ الإمام سجّانيه ، فتنقّل من سجن إلى سجن ، وكان الرشيدُ يسعى للتخلّص من الإمام ، فأودعه في سجن السندي بن شاهك وهو رجل غاية في القسوة والوحشية .
وقضى الإمام حياته في السجن بين صلاة ودعاء وصوم ، وهو لا يزداد إلى الله إلاّ شكراً .
وقد حاول البعض دفع الإمام إلى التماس العفو من الرشيد ، ولكن الإمام كان يرفض الخضوع ، وبعث برسالة إلى الرشيد يقول فيها : لن ينقضي عني يوم من البلاء حتى ينقضي عنك معه يوم من الرخاء ثم نمضي معاً ! إلى يوم ليس له انقضاء لا يخسر فيه إلاّ المبطلون .
كانت حالة الإمام تدعو إلى الأسف ، فأراد بعضهم نصيحة الإمام بأن يتوسّط أهل النفوذ في الخروج من السجن ، ولكن الإمام رفض ذلك أيضاً وقال : حدَّثني أبي عن آبائه أنّ الله أوصى إلى داود أنه ما اعتصم عبدٌ من عبادي بأحد من خلقي دوني إلا قطعتُ عنه أسباب السماء وأسخْتُ الأرض من تحته .
وبعد أعوام طويلة قضاها الإمام في سجون العباسيين ، لقي مصرعه شهيداً بعد أن دسّ إليه الرشيدُ السمَّ في الطعام وذلك سنة 183 هجرية .
وُضع جثمانُ الإمام فوق الجسر غريباً بعيداً عن أهله وأحبّته ، وادعى الرشيد أنّه تُوفيّ وفاة طبيعية ، ولكن طبيباً مرّ – صدفة – من فوق الجسر وفحص جثمان الإمام قال : إنّ الإمام قد سُقي سمّاً قاتلاً أدّى إلى موته .
وأحدثت شهادة الإمام ضجّة في بغداد ، وخلّفت مرارة في قلوب شيعة أهل البيت ( عليهم السلام ) .
دُفن الإمام في مقابر قريش . . . حيث مرقده الآن في مدينة الكاظمية .
أصحاب الإمام :
1. ابن أبي عمير : وقد لازم الإمام الكاظم ( عليه السلام ) وبعده علياً الرضا (عليه السلام ) ثم محمداً الجواد ( عليه السلام ) ، أُلقي القبض عليه ، وطلبوا منه الاعتراف على شيعة العراق ، ولكنه رفض ذلك ، فتعرض إلى ألوان من التعذيب ، ومكث في السجن 17 سنة ، وصادروا جميع أمواله .
2. علي بن يقطين : وكان من أصحاب الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، تعرّض لمطاردة الأمويين ، وعندما حكم العباسيون عاد إلى الكوفة ، وكان له علاقات حسنة معهم .
عيّنه الرشيد وزيراً له ، وكان يهبّ لمساعدة المظلومين والمقهورين ؛ لذا حظي بمباركة الإمام الكاظم ( عليه السلام ) ، وقد عرض على الإمام الاستقالة ولكن الإمام ( عليه السلام ) كان يشجّعه على البقاء والاستمرار في مسؤوليته في حفظ جزء من تراث أهل البيت ( عليهم السلام ) .
3. مؤمن الطاق : وكان من أصحاب الإمام الصادق ( عليه السلام ) أيضاً ، كان عالماً كبيراً ومتكلماً لبقاً ، وكان له دور في التصدي للحركات الإلحادية والضالّة .
4. هشام بن الحكم : وهو من تلامذة الإمام الصادق ( عليه السلام ) . . ترك مؤلفات كثيرة .
من كلماته المضيئة :
• المؤمن مثل كفّتي الميزان كلما زيد في إيمانه زيد في بلائه .
• ليس حسن الجوار كفّ الأذى و لكن حسن الجوار الصبر على الأذى .
• ينادي منادٍ يوم القيامة : ألا من كان له على الله أجرٌ فليقم . . فلا يقوم إلا من عفا وأصلح فأجره على الله .
• ليس منا من ترك دنياه لدينه أو ترك دينه لدنياه .
رزقنا الله في الدنيا زيارتَه، وفي الآخرة شفاعتَه،
وأثبتَ في قلوبنا محبّتَه، وفي ضمائرنا ولايتَه والحمد لله ربّ العالمين،
وأزكى الصلاة والسّلام على محمّدٍ وآله الطيّبين الطاهرين.
 
إعطِفْ عَلى الكَرْخِ من بغدادَ وابْكِ بها كَنْزاً لعِلْمِ رسولِ اللهِ مَخزونا
مُوسى بنَ جعفرَ سِرَّ اللهِ والعَلَمَ المبيـ ـنَ في الدِّينِ مَفْروضاً ومَسْنوناً
بابَ الحوائجِ عند اللهِ والسّــــــــَبَبَ الـ موصولَ باللهِ غوثَ المُستغيثينا
الكاظمَ الغَيْظَ عمّن كانَ مُقْتـــــــَرِفاً ذَنْباً.. وَمَنْ عَمَّ بالحُسنى المُسيئينا
يا ابنَ النّبيّينَ كَمْ أظهَرْتَ مُعْجِزَةً في السّجنِ أزْعَجْتَ فيها الرِّجْسَ هارونا
وكَمْ بكَ اللهُ عافى مُبتلــــــــىً وَلَكَمْ شَافى مريضاً، وأغنى فيك مِسكينا
لم يُلهِكَ السِّجنُ عن هدْيٍ وعن نُسُكٍ إذْ لا تَـــــــزالُ بذكرِ اللهِ مَفتونا
وكم أسرّوا بزادٍ أطـــــــــــــــعموكَ بهِ سُمّاً.. فأخبرتَهُمْ عَمّا يُسِرّونا
وللطّبيبِ بَسَطتَ الكفَّ تـــــــــــــــُخْبُرِهُ لمّا تمكّنَ مِنْها السُّمُّ تمكينا
بَكَتْ على نَعْشِكَ الأعداءُ قاطبةً مَا حَالُ نَعْشٍ لَهُ الأعداءُ بَاكونا
رامُوا البراءةَ عندَ النّاسِ مِنْ دَمِهِ واللهُ يَشْهَدُ ما كانوا بَريئينا
كَمْ جرَّعَتْكَ بنو العبّاس من غُصَصٍ تُذيبُ أحشاءنا ذِكْراً وتُشْجينا
قاسَيْتَ ما لمْ تُقاسِ الأنبياءُ وَقَدْ لاقَيْتَ أضْعافَ ما كانوا يُلاقونا
أبْكَيْتَ جَدَّك والزّهراءَ أمّكَ والـ أطهارَ آباءَكَ الغُرَّ المَيامينا
طالتْ لطولِ سُجودٍ منه ثَفْنَتُهُ فَقَرَّحَتْ جَبْهَةً مِنْهُ وَعِرْنينا
رأى فراغَتَهُ في السّجنِ مُنيتَهُ ونِعْمةً.. شَكَرَ الباري بها حينا
يا ويلَ هارونَ لم تَربحْ تجارتُهُ بصَفقةٍ كان فيها الدّهرَ مَغبونا
ليس الرشيدُ رشيداً في سياستهِ كلاّ، وليسَ آبنُهُ المأمونُ مأمونا
تاللهِ ما كان مِن قُربى ولا رَحِمٍ بين المصلّينَ ليلاً والمغنّينا
لهفي لموسى بهم طالَتْ بليّتُهُ وقد أقامَ بهم خَمساً وخمسينا
يَزيدُهم معجزاتٍ كلَّ آونَةٍ ونائلاً.. وله ظُلماً يَزيدونا
لم يحفظوا من رسولِ الله منزلةً ولا لحُسناه بالحسنى يُكافونا
باعوا لَعمري بدنيا الغيرِ دينَهُمُ جَهلاً، فما ربِحوا دُنياً ولا دِينا
في كلِّ يومٍ يُقاسي مِنْهُمُ حَزَناً حتّى قضى في سبيلِ الله مَحزون




صادق الموسوي 

الأحد، 8 أبريل 2018

البرنامج الدولي يكرّم ثلاث شخصيات كويتية لدورها الابداعي في خدمة الشباب والبيئة.

كرّم الدكتور زهير ابراهيم العباد ممثل ورئيس البرنامج الدولي في دولة الكويت  ثلاث من الشخصيات الكويتية ضمن البرنامج الدولي  لتكريم افضل 50 شخصية ابداعية  مطورة في العالم العربي وهم كلا من :
1- الاستاذ طلال جاسم الخرافي - رئيس مجلس ادارة النادي العلمي.
2- الاستاذ عبد الرحمن بداح المطيري - مدير عام الهيئة العامة للشباب
3- الشيخ عبد الله الحمود الصباح - رئيس مجلس الادارة مدير عام الهيئة العامة للبيئة .
مبارك لكم هذا التكريم المستحق .       
 صادق الموسوي   


  

الاثنين، 2 أبريل 2018

تكريم عدد من العلماء والمخترعين العراقيين ضمن البرنامج الدولي


إحتفالية تكريم عدد من العلماء والمبتكرين والمخترعين العراقيين عصر الجمعة 2018/3/16 في قاعة حدائق البستان.
وبحضور الدكتور ناصر الكناني مدير مكتب رئيس الوزراء والوفد المرافق له،
والشيخ عامر الحاتم شيخ الغران,و بحضور مديرة الطاقة الذرية وعدد من اكبر العلماء والمخترعين العراقيين.
وكانت عرافة الاحتفالية الشاعرة والاعلامية زينب صافي عباس.
وبعد قراءة سورة الفاتحة على ارواح شهداء العراق.
كانت كلمة رئيس البرنامج الدولي في العراق السفير صادق الموسوي والذي تحدث فيها عن دور العلماء في ادامة التطور العلمي.
وتضمن الاحتفال قراءات شعرية وكلمات للمخترعين وبعدها
تم تكريم العلماء بشهادات البرنامج الدولي
ضمن مجموعة افضل 50 شخصية مطوره فى الشرق الأوسط للبرنامج الدولي وبعدها تم كريم أفضل الشخصيات الإبداعية المطورة في العراق / وكان اول المكرمين سماحة المرجع الديني الشيخ عدي الاعسم .
لعام (2017) بشهادات الإبداع لصانعى السلام
للمبدعين العراقيين في مجال الثقافة والفنون والادب والاعلام ,
حيث وجه المشرف العام للبرنامج السيد/ موسى محمد فيصل إلى السفير/صادق الموسوى رئيس البرنامج بالعراق الشقيق ومسئول اللجنة الدوليه لحقوق الإنسان بالأمم المتحده عن المنطقه العربيه,كل معانى الشكر والتقدير على هذه الجهود الجباره فى نجاح الإحتفال.
-------------------
فإن البرنامج الدولي هو تحت الرعاية العامة للسلطة العالمية للخدمات الدولية بـ واشنطن وبتنسيق المجلس العالمى للتمكين والتطوير المؤسسى وتحت إشراف اتحاد مراكز تدريب الوطن العربى بالمملكه وتحت رعاية كلاً من:-
*الجامعة الملكية الأمريكيه للتعليم,المفوضية الدولية لحقوق الإنسان,تجمع غونغ السلام العالمي,المؤسسة البشرية من اجل السلام,المؤسسة العلميه للتمكين والتطوير,
مؤسسة سفراء التميز والإبداع الدولية,مبادرة شباب من اجل السلام,نادي مدربى ومتدربى التنمية البشرية,اكاديمية الطعمات العالمية للتدريب والتنمية والتطوير والإستشارات,اكاديمية دريم للتدريب والتطوير, وملتقى عين الحياة العلمى.
وتحت الإشراف العام للسيد/ موسى محمد فيصل (المشرف العام)
****************************************
- المكتب الإعلامي.
للسفير/ صادق عبد الواحد الموسوي
رئيس البرنامج الدولي في العراق.
- المكتب الإعلامى للبرنامج
المستشار/ عمار الشويلى.












تكريم العالم والمخترع سماحة المرجع الديني العراقي عدي الاعسم وعدد من العلماء ضمن البرنامج الدولي في العراق

إحتفالية تكريم عدد من العلماء والمبتكرين والمخترعين العراقيين عصر الجمعة 2018/3/16 في قاعة حدائق البستان.
وبحضور الدكتور ناصر الكناني مدير مكتب رئيس الوزراء والوفد المرافق له،
والشيخ عامر الحاتم شيخ الغران,و بحضور مديرة الطاقة الذرية وعدد من اكبر العلماء والمخترعين العراقيين.
وكانت عرافة الاحتفالية الشاعرة والاعلامية زينب صافي عباس.
وبعد قراءة سورة الفاتحة على ارواح شهداء العراق.
كانت كلمة رئيس البرنامج الدولي في العراق السفير صادق الموسوي والذي تحدث فيها عن دور العلماء في ادامة التطور العلمي.
وتضمن الاحتفال قراءات شعرية وكلمات للمخترعين وبعدها
تم تكريم العلماء بشهادات البرنامج الدولي
ضمن مجموعة افضل 50 شخصية مطوره فى الشرق الأوسط للبرنامج الدولي وبعدها تم كريم أفضل الشخصيات الإبداعية المطورة في العراق / وكان اول المكرمين سماحة المرجع الديني الشيخ عدي الاعسم .
لعام (2017) بشهادات الإبداع لصانعى السلام
للمبدعين العراقيين في مجال الثقافة والفنون والادب والاعلام ,
حيث وجه المشرف العام للبرنامج السيد/ موسى محمد فيصل إلى السفير/صادق الموسوى رئيس البرنامج بالعراق الشقيق ومسئول اللجنة الدوليه لحقوق الإنسان بالأمم المتحده عن المنطقه العربيه,كل معانى الشكر والتقدير على هذه الجهود الجباره فى نجاح الإحتفال.
-------------------
فإن البرنامج الدولي هو تحت الرعاية العامة للسلطة العالمية للخدمات الدولية بـ واشنطن وبتنسيق المجلس العالمى للتمكين والتطوير المؤسسى وتحت إشراف اتحاد مراكز تدريب الوطن العربى بالمملكه وتحت رعاية كلاً من:-
*الجامعة الملكية الأمريكيه للتعليم,المفوضية الدولية لحقوق الإنسان,تجمع غونغ السلام العالمي,المؤسسة البشرية من اجل السلام,المؤسسة العلميه للتمكين والتطوير,
مؤسسة سفراء التميز والإبداع الدولية,مبادرة شباب من اجل السلام,نادي مدربى ومتدربى التنمية البشرية,اكاديمية الطعمات العالمية للتدريب والتنمية والتطوير والإستشارات,اكاديمية دريم للتدريب والتطوير, وملتقى عين الحياة العلمى.
وتحت الإشراف العام للسيد/ موسى محمد فيصل (المشرف العام)
****************************************
- المكتب الإعلامي.
للسفير/ صادق عبد الواحد الموسوي
رئيس البرنامج الدولي في العراق.
- المكتب الإعلامى للبرنامج
المستشار/ عمار الشويلى.