الأربعاء، 8 أبريل 2015

شبح الطاغية صدام لا يغيب عن خيال العراقيين

                                                             عبير ألشمري :

 بعد مرور أثنى عشر عاما على خلعه من الحكم و ما يقارب التسع أعوام على اعدامة لازال العراقيين ينظرون لأي حاكم جديد بطريقة واحدة و هي انه أفضل من صدام متغاضين عن إخفاقاته متناسين واجباته مهملين لحقوقهم . أنها عقدة جماعية حاضره في ذاكرتهم من حيث لا يشعرون ,فلا تخلو حياتهم من ذكره سواء كان بقص القصص أو وقائع مرت بهم أو بمعارفهم أو بأحكام و قوانين في زمانه و خاصة لانتقاد ما يحدث الآن ويتعدى الأمر هذا فهو مقياس ثابت عندهم و ينقسمون لمؤيد له و معارض في كل زمان و مكان حتى في نقاشاتهم في مواقع التواصل الاجتماعي التي تزخر بمواقع و صفحات باسمه تشهد حروبا كلاميه بين مدحا و ذم و هو أيضا بطل النكات التي يتداولونها . هذه الملاحظات و أكثر كلها تقودنا إلى الاعتقاد بوجود عقدة متجذره في نفوس العراقيين يقول د.حميد الهاشمي اختصاصي علم الاجتماع : أن توظيف مرحلة صدام يتم من قبل كل الأطراف تقريبا لأغراض المقارنة فالسياسيون الجدد لابد أن يتمرسوا خلف مقارنة صدام من نواح الحرية الدينية والمذهبية والتذكير باستبداده وضحاياه ويربطون كل من يعارضهم أحيانا بانتمائه للبعث وولائه لصدام,وأعداء العملية السياسية يذكرون بالمزايا التي غابت وكانت موجودة في حقبة صدام، مثل الاستقرار الأمني والوئام الوطني و غيرها.... وحتى المواطن المغلوب على أمره أحيانا يلجأ إلى المقارنة نكاية بالسياسيين الجدد وما أصابه من إحباط وخيبة أمل بهم. أما المحامي ع. م يقول: أن عقول وإفهام العراقيين مع الأسف كانت ولا زالت متجذرة في عبادة الرموز وهذا له بعد زمني طويل ومتعلق بالتاريخ وتتفاعل معه عوامل عديدة أهمها الجهل والاستسلام للواقع حتى لو كان واقعا مريرا من هنا أقول أن الكثير يقارن بين زمن نظام صدام والبعث ومرحلة ما بعد سقوط النظام والمقارنة ليست موضوعية ولا تنم عن وعي حضاري عميق لان المرحلتين لا تصلحان للمقارنة فكلاهما سيئتان بمقياس مواصفات الدولة المدنية وأسس العدالة الاجتماعية والحريات والحقوق ..نحن كعراقيين قد وصلنا إلى هذه الحالة من مرض العمى والظلام الفكري والسوداوية لأننا لن نرى ميزات الحكومة العادلة وذقنا ويلات الاحتلال وما يؤسس له من أنظمة فاشلة تعتمد البطش والقمع لتعيش فتنتفع منها طائفة وتروج لها وتعاني منها طوائف أخرى غلب عليها الذل ورضيت بالقليل كالأمان وقوت اليوم أو منزل بسيط وهكذا لو كان العراقيين قد عايشوا أنظمة حكم تتوفر فيها بعض مميزات الدولة بلا عسكرة ولا حروب ولا أزمات وذاقوا طعم الرخاء والحرية الحقيقية لما ركنوا إلى هذه المقارنة السلبية بكل ما تحمل كلمة السلبية من معاني . و أضافت الناشطة الهام الزبيدي هي النمطية إلى اعتاد عليها الشعب العراقي لعقود متعددة جعلتهم يطبقوها على الديمقراطية وهي التي ولدت أساس بشكل غير مكتمل فهي وليد ناقص التكوين وكان بحاجه إلى حاضنة حقيقية مما سبب إلى تكرار الأخطاء بالانتخابات والغريب التذمر الذي يعقب الانتخابات هذا أذا اعتبرنه أن الانتخابات لم يتم التلاعب بها . بينما قال الصحفي يحي شمس الدين أن الموضوع يتعلق ببداية خاطئة في بناء الفكر الانتخابي للناخب العراقي فقد تم بناؤه على التبعية والتوصية والتزكية وهذا يشمل عموم الشعب العراقي من جميع المكونات ونحن مازلنا في بداية العملية الديمقراطية ولم نعش سوا دورتين انتخابيتين واستفتاء على الدستور فطبيعي جدا يكون هناك مشاكل متراكمة أو ظواهر غير حضارية أو تراكمات من الماضي في تصوري بالوعي والمزيد من الوعي والطرح مثل هذه المواضيع في منابر الثقافية القريبة من الناس اعتقد نستطيع أن نشكل ورقة تغيير. المواطن محمد علي قال في البداية أن كان صدام سيء فهو غير جيد كمقياس ولا يقارن بعمله أو تخطيطه أو سياساته أو كل مراحل حكمه ما دام حكمنا عليه بالسىء أما الآن الكلام حول السياسيين الحاليين فمع الأسف اغلب الموجودين هم ليس بسياسيين بل هم على العموم انتهازيين وليس لهم بالسياسة اتصال سوى كيف يسرقون البلد سياسيا ليس لديهم وطنية اتجاه بلدهم وليس لهم هوية وطنية والدليل على ذلك كلهم أو اغلبهم يحملون جنسيتين ,أما هؤلاء الذين يتحججون بالسنة والشيعة والبعث و غيرها من التفاهات هذا دليل على ضعف شخصيتهم وتلون في أفكارهم وانحصار هدفهم بمطامعهم الشخصية الإنسان العاقل الذي لديه مبادئ صحيحة وخطط مدروسة بالإضافة إلى قوة شخصيته في تطبيق مبادئه التي يؤمن بها. و يبقى السؤال الأهم هل سيبقى صدام مقياسا للحكم في العراق ؟ !!!! متى يدرك العراقيون أن ما بين الماضي و الحاضر خيارات تستحق التفكير بها و أعطائها فرصة للعمل الجاد و بناء العراق من جديد بعيدا عن المحاصصات و المصالح الشخصية؟!!!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق