الجمعة، 8 سبتمبر 2017

مؤسسات مصاصي الدماء..


الفوضى الخلاقة كما وصفتها وزيرة الخارجية الأميركية بعد عام 2003 وقت الاحتلال الأميركي يبدو أنها لم تخلق سوى الدمار وقتل الابرياء وضياع مستقبل كثير منهم . فالثورة الإعلامية التي اجتاحت العراق بعد التاريخ المذكور وعقب سنين الكبت تتصاعد إعداد ضحاياها يوما بعد آخر. فمن القتل على يد الجماعات الإرهابية والجماعات المسلحة خارج سيطرة القانون ممن لها ولاءات سياسية معينة ومرجعيات مسؤولة وفاسده تخشى على مصالحها إلى ضحايا مجهولين لا أحد يسمع ضجيج سقوطهم المتتابع او أنين حماهم المستعرة. أضحت المؤسسات الإعلامية في أغلبها أدوات تابعه لجهات تحركها كيفما شائت وبالوقت الذي تدعي أنها صوت من لا صوت له فهي تقمع أصوات موظفيها وعامليها. بين حين وآخر تصل الأخبار بان فلان مؤسسة إعلامية سواء كانت قناة ' صحيفة ' إذاعة. أغلقت وسرحت عامليها دون اي ضمان كذلك القنوات التي تعصر سنين شباب العاملين فيها وبعد فترة تستبدلهم وتوليهم ظهرها بحجة الضائقة المالية وتقليص الكوادر وتتناسى ان لا ضمان لهؤلاء وكثير منهم لا تستوعبهم المؤسسات التي يتناقص عددها بشكل مستمر وقسم منها يعتبرهم أنهم يحملون وصمة الجهة السياسية التي كانت تملك إمتياز المؤسسة الإعلامية السابقة التي كانو يعملون بها.. أحد الصحفيين الذي يرمز لاسمه ح.ه. يقول انه تعرض لإصابة من قبل مسلحين عام 2007 وتحملت القناة جزء من علاجه مؤقتا وكان يحتاج إلى علاج وعمليات متعددة بين كل عامين إلا ان استبدال إدارة القناة حال دون الاهتمام به والمساعدة وحين تفاقمت حالته الصحية بشكل أثر على أداء عمله استغنت الإدارة الجديدة عنه والغيت خدماته وهو الآن يعمل في مضمار آخر يتلاءم مع وضعه الصحي إلا انه لا يسد قوته ولا اعالة أسرته كذلك لا يمكنه من إجراء عملية جراحية مستحقة منذ سنوات..صحفي آخر استشهد بحادث إرهابي ولم تتكفل مؤسسته إلا بمبلغ بسيط تم دفعه لاسرته ومن ثم صرف نصف راتب له لمدة أقل من سنة وقطع الراتب وزوجته اليوم تعمل معينه في أحد المنازل من أجل معيشة أطفالها. صحفيين كثر تم الاستغناء عنهم واليوم لا يجدون عمل كما أن المنحه التي كان يستلمها المنتمون منهم لنقابة الصحفيين تم قطعها منذ أعوام والسبب واضح هو عدم وجود تخصيصات ولربما من حق الحكومه أن تقطع هذه المنحة بعد ان تجاوز عدد الصحفيين المنتمين للنقابة عشرات الالاف وغالبيتهم لا يعملون في مؤسسات صحفية وقسم كبير منهم موظفين في دوائر الدولة ويعملون في مجال الإعلام لمارب أخرى واعمالهم لا تمت للصحافة بشيء أما الصحفيين الحقيقين فاغلبهم لم يحصلو على هوية الانتماء للنقابة بسبب الروتين المتبع فيها. وأغلب الأسماء اللامعه اليوم في الإعلام لا يمتلكون هوية انتماء. في وقت اتفاجئ بسائق سيارة أجرة انه حصل على هوية النقابة او احيانا بعض من رجال الأمن . الحرب مع داعش استنزفت كثير من دماء العراقيين ومنهم الصحفيين كان لهم نصيب وافر فهناك عدد كبير من الشهداء الذين لولا أن بعض فصائل وقيادات الحشد تعاطفت معهم وادرجو ضمن شهداء الحشد لجلست أسرهم على الأرصفة بعد استشهادهم والمشكلة ذاتها فهم لا يملكون هوية نقابة الصحفيين بالرغم من أن راتب الشهيد الصحفي لا يتجاوز ال200 الف دينار للشهر الواحد في ظل هذا الغلاء الفاحش في كل مفاصل الحياة العراقية . الحكومة شكلت عدة مؤسسات ووضعت قوانين بهذا الخصوص إلا ان الفساد أضاع الأول مع الآخر فمؤسسة الشهداء أصبحت مؤسسة سياسية ومؤسسة ضحايا الإرهاب والعمليات العسكرية مؤسسة فساد وروتين وبطالة مقنعه لا تحل أبسط المشكلات. اغلب جرحى المؤسسات الصحفية اليوم يعيشون وعلى رقابهم سكين إدارات مؤسساتهم فهم لا يستطيعون المطالبة بحقوقهم خشية أن يطردوا ولا يستطيعون الحديث عن هذا الاجحاف لذات السبب.. وعلى الجهات المسؤولة ان تتابع هذا الأمر فهناك كثير من المآسي التي تعاني منها الأسرة الصحفية العراقية. في مقدمتها ضياع حقوق العاملين فيها وعدم وجود ضمان اجتماعي لهم كذلك الابتزاز والمساومة التي يتعرضون لها من مسؤوليهم في العمل وبالأخص العنصر النسائي كذلك التباين في الرواتب التي يتقاضونها واجبار البعض على انتهاج سياسات غير وطنية او تتعارض مع متبنيات المجتمع وبعض الأهواء الجهوية والتي يتعرض من خلالها الصحفي للمخاطر خارج مكان العمل هو وأفراد أسرته بسبب انتمائه لمؤسسة إعلامية معينه.

ميادة ابراهيم
وكالة صوت العراق الاخبارية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق