الأربعاء، 2 مايو 2018

هلموا لنشترك مع الإنسانية ونتفاعل بمشروع السلام..



محاضرة عن مبدأ السلام والتعايش السلمي مع كافة الأديان
الإسلام مبدأه السلام والتوافق مع كافة الأديان. 
إلقاء:السيد صادق الموسوي 
الجميع يؤمن بان السلام هو الفكرة المثالية التي من شأنها توجيه أفعال وطموح بني البشر في أي مكان كانوا .والخلافات السياسية والثقافية بين بعض الأطراف هي التي تحول دون إحلال السلام. وأن التطلع للسلام يستند على فكرة التسامح والمصالحة بين الشعوب. 
والجميع يؤمن أن معظم بني البشر يرغبون بالعيش بهدوء وسكينة وان يحققوا اكبر قدر ممكن من السعادة الشخصية 
وإنها لا تأتي إلا من خلال السلام. وحيث أن مصدر النزاعات هو الصدام بين رغبات وتطلعات الأشخاص من اجل تحقيق سعادتهم وأهدافهم ،
فإننا نعتقد أن الثمن الباهظ الذي يدفعه أي طرف متنازع في ظل غياب السلام من شأنه أن يساهم في تعميق الوعي والإحساس بضرورة إحلال السلام والتعايش سويا بالمحبة والوئام من خلال التقارب بين الأديان .
وإننا نؤمن بان فكرة السلام هي فكرة عالمية ينبغي أن لا يكون لها أية ارتباطات سياسية او إغراض شخصية. 
ويجب ان تكون شراكة تعاونية بين الحكومات ومنظمات المجتمع المدني لدعم التنمية وفق المبادئ السامية. 
لتعزيز ثقافة السلام من خلال برامج التعليم والمنافسات الرياضية والفنية والإعلامية والخدمية. * 
نظام تعاون وتفاهم بين الأديان.
* تعزيز الثقة المتبادلة بين الحكومات ومنظمات المجتمع المدني وتنمية توجهاتها بما يخدم المصلحة العامة . 
سفراء السلام العالمي هم من يدعون كافة البشرية إلى السلام والتقارب بين الأديان ، سواء منح شهادة سفير السلام او لا. 
وهم ملزمون في سعيهم الإنساني نحوه هدف أسمى من خلال المناشدة في إحلال السلام في العالم. 
عمل السفراء: يعمل سفراء السلام من خلال ثلاث مجالس 
* قومي * إقليمي * عالمي 
والجميع يقفون على أرضية القيم المشتركة وتعزيز مفهوم التسوية وتجاوز الحواجز والحدود وبناء السلام. 
مبادئ السلام : مبادئ السلام من رؤية إسلامية وهي متفقة مع جميع الأديان السماوية. 
1 - وجود اله واحد ونحن له عابدون , وجميعنا ننتمي لأسرة واحدة خلقها الله. (إنما إلهكم اله واحد) (كلكم من آدم وآدم من تراب )
2 - الإنسان لا يتطور بإشباع رغباته الجسدية فقط الأرض والطعام وغيره ، وإنما هناك روابط أخرى تشترك معها جميع البشرية. فإذا كان همه إشباع الرغبات خرج من طور الإنسانية وأصبح من البهائم . ( أولئك كالإنعام بل أظل سبيلا).
3 - الأسرة والزواج هما مؤسستان مقدستان، لتوسيع دوائر المجتمع لتكون قبائل وشعوب ،(وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا).
4 - المبدأ الأساسي لتصالح الأعداء هو العيش من اجل الآخرين. وهذا مبدأ سماوي نهجه الله تعالى بقوله (ويؤثرون على أنفسهم ولو كان فيهم خصاصة ) 
ومبدأ حب لأخيك كما تحب لنفسك
5 - الحوار بين الأديان يخلق الألفة بين رجال الدين والتعاون مع المجتمع ورجال السياسة أساسيان لعملية السلام ، وهذا من صميم عملنا الإنساني الذي نسعى إليه .
فجميع الناس من الديانات الإبراهيمية الثلاث يعيشون في العناصر المشتركة بينهم بميراث مشترك والذي يساعد على التفاهم والإصلاح نحو بداية جديدة 
(مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ) 78 الحج هذه تقريبا جوهر الأفكار والنصوص التي يجب اعتمادها في عملنا الإنساني
فان الدين الإسلامي الحنيف يتفق مع الكثير مما هو مطروح أعلاه لتعزيز الأمن والسلام والتآخي والمحبة بين النوع البشري وصريح القرآن الكريم في الآيات التالية يعطينا هذا المفهوم للتعايش بين الناس بمشترك هام ورسول الله محمد(ص) أرسله الله رحمة للعالمين حيث قال تعالى :
(وما أرسلناك الا رحمة للعالمين). (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) سورة النساء1
(هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا ) 
(خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنزَلَ لَكُم مِّنْ الأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ ) 6 الزمر 
ما أروعها من آيات قرآنية تحث الإنسان وتدعوه لان يشترك مع الإنسانية بمشترك الرجوع لجنس بشري واحد ، وهذا كفيل لخلق جو من المحبة والتآخي 
ونرى الإمام علي عليه السلام يبين حقيقة وهي: (الناس صِنْفَانِ إِمَّا أَخٌ لَكَ فِي الدِّينِ وَ إِمَّا نَظِيرٌ لَكَ فِي الْخَلْقِ) وهذه النظرية القرآنية العظيمة تعطي لنا مسؤولية كبيرة اتجاه جميع الديانات .
كما جاء في قوله تعالى :
(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَخَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ) 62 البقرة
اي ان الإيمان بالله واليوم الأخر هو المقياس الحقيقي الذي ينظر به الإسلام وهذا ما تؤمن به جميع الديانات 
وان كانت هناك آية تقول ان الدين عند الله الإسلام فعلينا ان نجد التعريف الحقيقي للإسلام هل هو هذا التشريع الإسلامي أم ان صريح القرآن يعتبر جميع الأنبياء من المسلمين ويكون تعريف الإسلام القرآني هو التسليم والانقياد لله رب العالمين كما دل القرآن على هذا بقوله تعالى : 
(رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ )128 البقرة 
(وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّسْلِمِينَ) يونس84
(مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ )78 الحج 
فهذه مشتركات كثيرة ومهمة وندع باقي الأشياء المختلف عليها للزمن فهو كفيل بإيجاد لها حلولا ولكن لنشترك مع الإنسانية ونتفاعل معها بمشروع السلام وحينها من يمتلك الحجة والدليل سوف يستطيع التغير ودعوة الآخرين لمبادئه ان لم يكن تأتيه الناس دون القيام بمهام الدعوة لان العقل السليم والفكر المتنور يتبع الصحيح فلا نقف في زاوية ونتشنج من مجرد سماعنا لمشروع بين باقي الديانات فلنعمل بوصايا الإسلام الحقيقة لا بأهواء صنعها الإنسان دون معرفة وإدراكا منه بخطورة الابتعاد وعدم التعايش مع الجنس البشري. 
والحمد لله رب العالمين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق