السبت، 27 يونيو 2020

غدا سوف أحطم قلمي.




بقلم صادق عبد الواحد الموسوي

ينتابني شعور كلما هممت بالكتابة عن مشاكل المجتمع في نشر الشكاوى التي تصلنا ومناشدة المسؤولين عن معاناتهم وعن سلبيات الواقع المعيشي والخدمي والصحي لتلك الأسر الفقيرة ،
وطرح معانات الناس وهمومهم التي تعيش معي كوني احدهم وفي أتماس مباشر معهم .
ولكن رغم كل هذه المعانات ونشرها بتفاصيل على اهم الشبكات الإخبارية والاعلامية لتصل الى المسؤولين من اجل رفع معانات هذه الأسر المحرومة والمحتاجة لمن ينقذها من الضياع وينتشلها من  الفقر والأمراض والمعانات ،
وبالرغم من ان اغلب شرائح المجتمع تعاني من هذه الأمور ،
ولكننا ننشر لمن هم أكثر فقرا وفاقة من غيرهم .

وهم يسكنون في اغنى بلد في العالم وتحتهم الكثير من نعم الله من المعادن  ويقفون على بحر لا ينفذ من البترول الذي تكوّن من دماء وأجساد  أبنائهم  لكثرة الشهداء والضحايا في عراق الأرامل والأيتام .

ولكن وللأسف نقولها وبكل مرارة ( لا حياة لمن تنادي)
ولهذا السبب فكرت كثيرا  بتحطيم قلمي ، والامتناع عن الكتابة والتطرق لمعانات الناس .

ولكني ارجع  عن قراري حينما تحدثني نفسي هل وصلت الى اليأس
كي احطم المتنفس الوحيد لدي الا وهو قلمي ،
 فيكون الرد من ذاتي داخل  كياني, لا تفعل
ولا تيأس من روح الله
 فلا حياة مع اليأس , ولا يأس مع الحياة ،
 لا بد ان تشرق شمس العدالة وتشع نور  الحياة على المحرومين

فيبقى الأمل مشرقا لعل الحياة ترجع والكلمة تزلزل سمع الأموات من لا حياة لهم من ميتي الأحياء من المسؤولين الذين خانوا العهد والأمانة .

فأصبحوا  (أموات غير أحياء ولكن لا يشعرون )
لأنهم أماتوا  أنفسهم بإرادتهم  وهم في عالمنا أحياء ،

فكم من شخصيا رحلوا عن عالمنا  فأماتهم الله ولكنهم معنا أحياء .

 فما قيمة الحياة بدون مداراة الناس ، 
 والذي يعتبره الباري عز شأنه من أعظم العبادات لديه .

وان الكثير من الضعفاء في قوة الإرادة والصبر يقومون بافعال مؤذية للنفس بهم ولغيرهم بسبب الحاجة ترغمهم الحياة

ونأمل من المجتمع قليلا من الصبر لكي يغيروا واقع حالهم فيرفع الله معاناتهم ويستبدل أقواما منكم بآخرين من الشخصيات  يرعون مصالحكم الى الأفضل لينالوا رضا الله ورسوله ،

ونستذكر قوله تعالى في رفع هذه المعانات
*ما يغير الله ما بقوم  حتى يغيروا ما بأنفسهم .

ولربما اختاركم الله للابتلاء والاختبار وهو من أجمل النعم .
*ليمحص الله الذين آمنوا منكم ويمحق الكافرين *

فهو الاختبار والابتلاء لجميع الناس وما يسعد  به الا المخلصون لأنهم يعلمون ما من بلاء الا ويحطه نعمة وفضل من الله تعالى .

الإيثار بالنفس وعون الآخرين .........
كونوا احياء في دنياكم  وبقدر ما تستطيع مساعدة الآخرين ،
 وآثروا بأنفسكم لمن اقل فقرا منكم لتكسبوا رضا الله ولا تكونوا أموات في هذه الدنيا وانتم الأحياء ،
وهذا قولي بمثابة التفكير بما سيؤول اليكم من منافع الخير حين يرى الله سعيكم للصلاح والإصلاح ، كما في قوله تعالى لرسولنا الكريم (ص)
*لتنذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين *
وقوله تعالى- (ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة)

نور العلم  والايمان ..................

الحياة تشرق وتزدهر  بنور العلم والإيمان ،
والحكمة في مدارات الناس ، والحكمة ضالة المؤمن لا ينالها الا ذو حظ عظيم /
كما قال تعالى
 (وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم).

وهو الفضل الذي يسيقه الباري عز وجل الى الخواص من عباده ,

لأنهم أماتوا أنفسهم من اجل الآخرين فأحياهم الله وميزهم عن البعض
لقوله تعالى.
*افمن كان ميتا فأحييناه  وجعلنا له نورا يمشي به في الناس *

نتمنى من الجميع راع ورعية  وكل راع مسؤول عن رعيته 
ان يحيوا نفوسهم من اجل ان يحييهم الله الحياة الأسمى .
وتذكروا  لا حياة مع اليأس ولا يأس مع الحياة .

صادق الموسوي
سفير المفوضية الدولية لحقوق الإنسان في العراق
عميد السفراء الإنسانيين العرب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق