الاثنين، 14 مارس 2011

معالجة لأسباب التظاهر 
تنزيل رئيس مرصد...bmp ‏(87.9 كيلو بايت)

هادي جلو مرعي
يتظاهر الناس إحتجاجا على سلوك سياسي أو ترد أو تقصير في أداء السلطات التي تحكم مسير أي بلد في هذا العالم الموبوء بالخلافات والتناقض والعداوة والشهوة الى إسقاط الآخر.
الناس يحتاجون الى مايعينهم على البقاء في كرامة دون الشعور بالإذلال والإهانة .حاجاتهم الى الطعام والماء والعلاج والتعليم والإتصال والطرق,وحين لاتتوفر هذه المتطلبات فإن الناس لايجدون سبيلا الى تحقيقها سوى ان يتظاهروا وهو فعل محترم لأنه لاينهج العنف سبيلا لتحقيق الأهداف بل التعبير السلمي ولابد من المسارعة الى تحقيق تلك المتطلبات خشية ان تتحول الإحتجاجات الى عنف أو سلوك يحطم الدولة ويضعف كيانها الهش.
السؤال المهم ,وقبل الحديث عن مستغلي التظاهرات لغايات سياسية .هو ,لماذا نتيح الفرصة للمستغلين أصلا ؟ولماذا ندفع الناس لسلوك لايتسجم وتطلعات بناء الدولة ليتصرفوا بطريقة عشوائية وعنفية ؟خاصة حين يصيبهم اليأس من المعالجات والحلول؟
يصرح العديد من الأخوة السياسيين والمسؤولين في دوائر القرار عن وجود فئات حزبية وعنفية ومنافسين سياسيين يحاولون حرف التظاهرات الشعبية عن هدفها الأساس لتتحول الى مواجهات مع رجال الأمن والشرطة وصدامات في الشوارع وربما إنتقلت الى ساحة السياسة لتحول الصراع السياسي من تقليديته التاريخية الى طبيعة فوارة تدفع بالحكومة والبرلمان الى صدام داخلي لايمكن التكهن بعواقبه.
السلطات في الحكومة العراقية والمؤسسة التشريعية بحاجة الى وقفة واعية خلال المدة المقبلة من أجل دراسة الملفات الخدمية العالقة وتكريس الجهود لتوفير الحلول الناجعة للمشاكل المترتبة عن المرحلة المنصرمة والتي كانت سببا من أسباب خروج الناس محتجين على واقعهم ومطالبين بتغيير ظروف معيشتهم.
ومن علل السلطة , كثرة الإستقالات وإجبار بعض المسؤولين عليها برغم إن الحل لايكمن في الإستقالة بل بالبحث في أسباب التردي والتقصير والدفع بإتجاه تحسين الأداء الخدمي وتوفير فرص عمل للعاطلين الذين سيطر عليهم يأس قاتل دفعهم الى التصرف بطريقة قاسية.
 الحكومة العراقية مطالبة بالعمل مع المسؤولين الخدميين على وضع برامج عمل منظمة لتفعيل نشاط  مؤسساتهم وإرضاء الناس الناقمين,دون الركون الى الحلول الوقتية بإستبدال مسؤول أو إجبار آخر على الإستقالة ليكون البحث في البديل ومايمكن تحقيقه من خلاله في مدة شهور قادمة بدلا من الإستفادة من خبرة المسؤول الأول  والضغط عليه ومن بمعيته ليعمل بشكل مختلف عن السابق ويمارس دوره بمكافحة المفسدين الذين دأبوا على تعطيل العمل والإنشغال بمصالح شخصية تخل بالإلتزام المهني والأخلاقي يدفع ثمنه الجمهور المنتظر لما يمكن لمؤسسات الدولة أن تقدمه لهم. المسؤول  قد يكون ضحية لمن بمعيته وعليه ان يحذر منهم لانهم لايفكرون بنجاحه بل برغباتهم وحسب.
بخلاف ذلك فإن التظاهرات ستكون حلا يخفف من غلواء الناس ويوفر الفرص لكل من يرغب في تجييرها لإضعاف المنافس وتحجيمه وتحميله مسؤولية مايحصل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق