الثلاثاء، 10 ديسمبر 2013

حوار الشاعرة و الإعلامية منى بعزاوي

 مع الفنان التشكيلي وسام الفراتي
الشعر والفن التشكيلي لوحة واحدة
الفنان التشكيلي العراقي وسام الفراتي هو فنان و شاعر عرف بإبداعه الفني في مجال الرسم حيث تفرد بخاصية فنية متميزة تمزج بين لونين هما الأبيض و الأسود أو ثنائية النور و الظل فهو يحاكي تاريخ العظماء و يحاكي ثقافة العلماء من مختلف الدول بإعتبار أنه صاحب رسالة فنية تنطلق من واقع الوطن و صراع الذات مع ذاتها و ريشته الذهبية قد نطقت بفلسفة عميقة في هذا المجال الذي يضع بصمة التاريخ على الفن من أجل الفن ، متحصل على الجائزة الأولى بألمانيا و عديد الشهائد التقديرية من العراق و خارجها و قد شارك في عديد الندوات الثقافية .
أهلا و سهلا
وسام الفراتي فنان تشكيلي و شاعر عراقي ، كيف تقدم نفسك لمن لا يعرفك ؟*
وسام الفراتي شاعر وفنان تشكيلي من مواليد بغداد 1973 أسكن في حي بسيط وجدت أن البساطة هي ثورة الإبداع ومن ذلك الحي أنفجرت الثورة بداخلي.  
  لك في مسيرتك الفنية أكثر من معرض ، فلو تحدثنا عن هذه التجارب ؟*
المعرض الأول كان بإسم " ياسمين " هذا المعرض تحدثت به عن المرأة حيث جسدت به المرأة العربية الأصيلة بكل شفافية وحاولت أن أدافع عن حق المرأة بلوحاتي....
متى إكتشفت نفسك فنانا تشكيليا ؟*
إكتشفت نفسي من خلال الحرمان الذي عشته سنين طويلة، الحرمان العاطفي والمادي هو صاحب الفضل...
لكل فنان مرجعية إيديولوجية أو مدرسة فنية ، فماهي مرجعيتك في الرسم ؟*
أنا من عشاق المدرسة الواقعية حيث تكون سهل الممتنع، الجميع يفهم لغتها و هذا لا يمنع بتأثري بالمدرسة السريالية والتجريدية لكن الواقعية كانت قريبة من قلبي .
هل يمكن إعتبار الفن التشكيلي محاكاة للذات و الواقع في الآن نفسه ؟*
الفن التشكيلي هو رساله إنسانية يجب على كل فنان ايصالها للمتلقي من خلال تجسيده اللوحة ولولا الفن لاتوجد هناك حضارات .
كل لوحاتك رسمت باللون الأبيض و الأسود ، فما هي أبعاد هذه الرؤية ؟*
اللون الأبيض والاسود هم أسياد الألوان، الأبيض فرح الناس والأسود هو حزني من خلال حزني أحببت أن أجعل الناس فرحة و سعيدة .
هل الريشة تتحكم في صاحبها أم العكس . و لماذا ؟*
العين هي التي تحكم في مدرستي أولاً وبعدها تأتي الريشة وعن العين دافنشي يقول
 أرسم قليلاً وأنظر كثيراً
وجد معرضك الأخير " بغداد و الشعراء و الصور " نجاحا عربيا , فلو تحدثنا أكثر عن*
هذه التجربة مبرزا أهدافها و أبعادها ؟
الهدف من هذا المعرض هو جمع الشعراء تحت سقف واحد حيث جمعت الفصحى والشعبي وكان اللقاء جميل جدا وكان شعراء العرب لهم حصة كبيرة في ذلك المعرض حيث تعرف أغلب المتلقين على الشخصيات الكبيرة والرائعة من تونس كانت الشاعرة منى بعزاوي وأبو القاسم وسوريا نزار قباني والعراق الجواهري وشعراء شعبيين أمثال طالب السوداني وجبار فرحان رئيس الاتحاد والحمد لله كان المعرض فوق ما أتصور من نجاح وبرغبة الجمهور تم إعادة العرض على حدائق شارع المتنبي.
أحيانا نجد في لوحاتك صمت دفين , فهل هو صمت الذات أم صمت الوطن ؟*
كل لوحة لها قصة وكل قصة قد عاشها الفرد العراقي .
بإعتبارك فنان تشكيلي ، كيف ترى واقع المجتمعات العربية اليوم إجتماعيا و ثقافيا ؟*
مع الأسف أجِد الفن التشكيلي في الدول العربية مهمول إلى أبعد الحدود بالرغم أن لولا الفن لم توجد هناك حضارات ، لذلك يجب أن تحتضن جميع الدول الفن فالفن أساس الدولة .
عندما يقال لك الوحدة و الإغتراب وجهان للإبداع ، فما تقول ؟ هل تؤيد الرأي أم لا ؟*
بالتأكيد الوحدة والإغتراب هما أساس الإبداع فعندما يتغرب الفرد أو يعتزل تنفجر الثورة التي في داخله بشكل كبير.
اللوحة الفنية تحاكي الذوات الإنسانية و تحاكي الواقع و التاريخ و لكن هل تحاكي*
ذات الفنان أم لا ؟
كثير من الفنانين يحاكون وينقلون أوجاعهم وأفراحهم من خلال لوحاتهم .
إختيارك للألوان ليس إعتباطيا . فهل هذا الإختيار نتاج تجاربك الشخصية أم نتاج واقع مرير ؟*
أنا أعشق اللون المعتق اللون الذي أعمله به هو من صنع يدي فقد صنعته من الأشجار الطبيعية
إذا حضرت ثنائية الظل و النور في اللوحة فهل يمكن إعتبار هذه الثنائية مرآة عاكسة*
 للواقع الإجتماعي ؟
جميع لوحاتي صنعتها من ظل الليل وضوء النهار فمع كل لوحة لي حكاية وكل لوحة قد سقطت عليها دمعة فكلما تذكرت الحرمان بكيت .
الفن لحظة صادقة أو لا يكون ، ماذا يمكن أن تضيف على هذه الحكمة ؟*
الفن عبارة عن إبتسامة مخفية واجب الفنان إظهارها للناس لأن الفنان والفن ملكان للناس وليس ملك لنفسه .
لما يمزج الفنان الشعر بالفن التشكيلي ، هل يؤسس لرؤية ثقافية جديدة أم يؤسس لفلسفة ذاتية ؟*
الشعر والفن التشكيلي لوحة واحدة فالشعر لوحه سمعية والتشكيلي لوحة مرئية وواجب الفنان أن يجسد الصورة الشعرية بلوحه فنية .
الفنان ليس له كلمة ختام لأنه إمتداد فكري و حضاري و ثقافي ، فما هي رسالتك للقارئ ؟*
رسالتي سأرسم رغم الألم ورغم الحزن وسأحول جميع أحزاني إلى وطن جميل لا يسكنه غير الفراشات والحمامات فأنا خلقت لإسعادكم لا أكثر وأتمنى من الله أن أكون بصحة جيدة حتى أستطيع ان أوصل رسالتي بصورة صحيحة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق