الأربعاء، 22 يونيو 2011

كلمة الدكتور إبراهيم الجعفري في الذكرى الثالثة لإنطلاقة تيار الإصلاح الوطني


altبسم الله الرحمن الرحيم .. 
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وعلى آل بيته وصحبه المنتجبين وجميع عباد الله الصالحين .. السلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته .. قال الله تبارك وتعالى في محكم كتابة العزيز بسم الله الرحمن الرحيم ({ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} [المائدة : 2] .. كل الحب والتقدير مقرونا بأزكى التحيات والسلام مكللة بأسمى آيات الدعاء لكل من تفضلوا وتحدثوا وعبروا عن مشاعرهم تجاه تيار الإصلاح الوطني لكم مني كل الشكر والتقدير .. الآية القرآنية الكريمة حددت مفهومين .. أمر يقتضي الوجوب (وتعاونوا على البر والتقوى) ونهي يقتضي الحرمة (ولا تعاونوا على الإثم والعدوان) .. التعاون ربما لم يكن فقط ظاهرة إنسانية بل كان ظاهرة حيوانية كذلك .. النمل أمم والنحل أمم وتتعاون وترتسم على شكل تعاقد تكويني فيما بينها كمستعمرات حيوانية لكن الآية القرآنية الكريمة تشير إلى الإنسان وتريد منه أن يتحول إلى أمة تتعامل على أساس العطاء والإصلاح والبرِّ لذلك أمرت على نحو الوجوب ({ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} [المائدة : 2] هذا البرِّ والتقوى الذي يشكل مرتكز الإصلاح الأساس الذي يقوم على أساس الثقافة التي تصل إلى حد الوعي واستيعاب الواقع وصب غور الفكر المعمق وهذا الفكر ليس مجردا عن الأحاسيس إنما يكون مسدانا وموشحا بالحب الذي لولاه فقدت الحياة قيمتها كما إنه ينزل الفكر من علياء العقل ومن أعماق القلب ويطلقه ليتحرك في الحياة على شكل إلتزام وليس هذا عملا مشخصنا وفرديا وتائها بدروب الحياة إنما لابد أن يكون من خلال ناظم معين وهو الدولة حتى ينتقل بها من المجتمع إلى رسم وإرساء قاعدة النظم التي تقوم على قاعدة الشعب فتتكون الدولة من أجل إقامة الدولة ..
 
العراق اليوم اختلف عن عراق الأمس قذفت به الأمواج والرياح الثورية التي عصفت في العالم العربي من الصف الخلفي إلى الصف المتقدم بقدرة قادر .. العراق اليوم دولة تقوم على أساس التداول السلمي للسلطة تقوم على أساس الانتخابات وأن يذهب أبناء شعبنا إلى صناديق الإقتراع ليعطوا أصواتهم ويختاروا من يعتقدون سواء كانت الانتخابات التشريعية أو انتخابات مجالس المحافظات .. العراق اليوم فيه سمة جديدة وهي حرية التعبير عن الرأي والتعددية .. العراق اليوم تأخذ المرأة حجما معينا في العمل السياسي وكذلك في الأعمال الاجتماعية الأخرى ولا نقول إننا بلغنا طموحنا سواء كان على مستوى المرأة أو الشباب أو أي مجال من المجالات لكن شهادة لابد أن تـثبـّت أن عراق اليوم اختلف عما كان عليه ..
 
إثنتان وسبعون سيدة اليوم تتواجد في مجلس النواب العراقي وإن كانت قد ظـُلمت ولم تزل في بعض المجالات لكنها تتقدم .. وهي اليوم لم تكن كما كانت في خط الشروع بعد السقوط .. أنا أدرك جيدا عندما نتحدث بلغة الإصلاح ونفكر بعقل الإصلاح ونحاول أن نتعامل ونجسد هذه المفاهيم وبمفاعلات إصلاحية نشعر أن مأساة المرأة تتقدم على باقي المآسي وكلنا يدرك ذلك .. لم تزل الأوساط تغص بالعديد من العادات والتقاليد ولم تزل الثقافة في بعض جوانبها ثقافة ذكورية وفحولية لازلنا ونحن نتحدث عن المرأة نواجه انفصاما بين الخطاب وبين التطبيق هذه مأساة لازلنا في الوزارة لدينا حقيبة وزارية للمرأة لكنها ليست وزارة كما ينبغي أن تكون .. فهي وزارة دولة لشؤون المرأة كل ما نطمح له من طموحات عريضة لتحقيق أهداف المرأة كلما يتطلب أننا نرتقي إلى مستوى التحديات والتضحيات التي قدمتها المرأة .. كلما زاد وعينا ما يمكن أن تقدمه المرأة في كل المؤسسات وعلى رأسها مؤسسة البيت حتى يستعيد مصطلح ربة البيت مكانته ليس على أساس أنه من موقع التخلف إنما من موقع الأهمية الأكثر ومعنى مؤسسة البيت أنها تتولى عملية صناعة الرجل وصناعة المرأة وصناعة الوطنية وصناعة الاختصاصات ..
 
حتى الآن لم يزل مجتمعنا يشهد تخلفا بهذا الجانب وعندما ننقد التجربة رغم كل تقدمها لم تزل متأخرة حتى هذه اللحظة فلا ينبغي أن نخشى النقد ولا ينبغي أن نصم آذاننا تجاه الصرخات التي تدوى سواء كانت في التظاهرات أو عبر شاشات التلفزيون .. فنحن نريد نقدا بناءا عندما يمدح لا تتحكم فيه عقدة التملق وعندما يذم لا تتحكم فيه عقدة الانتقاص ويكون الإعلام فيه إعلاما صادقا يرينا أخطائنا وسيئاتنا كما هي كما أنه ما أن يشير إلى نقطة الخلل إلا وأن يشير إلى جانبها نقطة الحل حتى نتحول إلى مشروع حل من موقع الثقة .. العملية السياسية تتقدم لكنها بعد لم تصل إلى مستوى طموحاتنا .. لأمن لم يزل يتعثر في بعض الأحيان وعندما نقول يتعثر ينبغي هنا أيضا أن نشير إلى محطة أخرى من محطات الخلل .. التشكيلة الحكومية لم تزل وزارة الأمن وزارة دولة وليست وزارة كاملة السيادة وأول رد فعل في أميركا عام 2001 عندما حدثت أحداث 11 سبتمبر استحدثت وزارة سمتها وزارة الأمن وأعطتها اليد الطولى التي تتحكم بأجهزتها المخابراتية ونحن لم تزل معركتنا مع الإرهاب في المقدمة لكن أجهزتنا الأمنية لم تزل متأخرة وليست في المستوى المطلوب .. ولم تزل بعض الوزارات بعد لم تحتضن بعض طموحاتنا وتستقطب أبنائنا وبناتنا من الخارج .. ولم يزل المواطن العراقي عندما يحتاج إلى علاج يرنوا ويمد ببصره إلى الخارج وعندما يذهب إلى الخارج وبعد أن يوفر لنفسه التكلفة ويحاول أن يحصل على فيزة الدخول وما أن يدخل أي مستشفى من مستشفيات بريطانيا إلا ويجد الطبيب العراقي على رأسه هناك .. لماذا لا نفكر أننا نستقطب أطبائنا ومختصينا إلى العراق ..
 
لذلك أنا أخاطب كل وزارة من الوزارات بحقل اختصاصها أنها ترتقي إلى مستوى مسؤولياتها وأنها تستثمر الجدول المئوي .. المئة يوم .. عليها أن ترسم هجائية الطريق وتنتقل من أول الطريق إلى آخر الطريق كمحطات الصعود وتعتبر أن الصرخات التي دوّت في شوارع بغداد هي عناصر اسناد .. لا ينبغي أن نخشى من التظاهرات ربما نخشى من بعض المتظاهرين إذا اخترقوا المظاهرة وتسببوا بإيذاء العملية الوطنية أما المتظاهرون كل المتظاهرين فهم أبنائنا وبناتنا يجب أن نحتضنهم ونستمع إليهم بكل جدِّ .. ما يحصل في الداخل العراقي ليس بمعزل عن الساحتيّن الساحة المحلية والساحة الدولية الإقليمية .. الساحة الاقليمية هبّت رياح الثورة من تونس وانتقلت إلى مصر وليبيا والبحرين واليمن وبقية مناطق الدول العربية وسواء كانت استهدفت النظام كل النظام أو أن توقفت عن حدود الإصلاح .. على العموم إن مثل هذه الرياح ومثل هذه البشائر تحملها صرخات المواطنين .. عنصر قوة ورصيد قوي .. وبذلك اليوم الحكومات كلها مطلوب منها أن تراجع نفسها على ضوء هذه القراءة الشاخصة وهذا العصر عصر المعولـّم .. الإصلاح ليس وليـّدا يتحدد بأرض العراق .. الإصلاح معولـّم منذ نحتت مصطلحات الإصلاح .. الإصلاح قديم قدم البشرية منذ أن وجد الفساد وجد الإصلاح بالتضاد بلاغيا كمفهوم مقابل ومعادل مقابل لمصطلح الإصلاح منذ أن أخذ قابيل طريقه بالفساد أخذ هابيل طريقه بالإصلاح وهكذا عِـبر حلقات الزمن المتعددة نجد أن المنازلات التي حصلت بين ظواهر الفساد ومن يقف وراء الفساد والآخرين الذين يقفون في صف الإصلاح وجدوا نزالات ما أن تجد فسادا في منطقة ما إلا وتجد بالمقابل ثلة تتولى عملية الإصلاح .. ما من مقطع زمني إلا ووجدنا أن هذا الحراك وهذا الصراع يأخذ طريقه حتى تنتشر ألوية الإصلاح في عموم الأرض ليس فقط في الامتداد في التأريخ فالامتداد في الجغرافية كذلك في كل مناطق العالم اليوم هناك ظواهر فساد وهناك حركات تتولى الإصلاح ولا يكفي أننا نشخص أن هناك فسادا في منطقة ما فنحن ندرك أن الفساد اليوم تدوّر لنا من القبلية الصدامية .. من مرحلة صدام إلى البعدية .. مرحلة ما بعد صدام حسين .. لكن اضيفت للأسف الشديد بعض ظواهر الفساد الإداري والمالي والسياسي لتلك .. لذلك في الوقت الذي سجل العراقيون تقدما رائعا في مجالات متعددة بحيث اليوم تعتبر التجربة العراقية ديمقراطيا وإنسانيا هي للأمام هي أقرب منها إلى الخلف لكن لا تزال هناك بعض الترسبات علقت بها والمطلوب من كافة القوى أنها تنهض بمهمة الإصلاح .. الإصلاح لا يتقولب بتنظيم ولا نستطيع أن نؤرخ مع تأريخ حركة أنه بدأ الإصلاح بهذه الحركة وينتهي بإنتهائها .. الإصلاح فكر ومشاعر وإلتزام وهذا يتفاعل في داخل الشخصية .. شخصية الصالح فينقله من صالح بالذات إلى صالح للغير وبذلك يتحول الصالح إلى مصلح للآخرين حتى يتولى هزيمة الفساد .. نحن بصدد إقامة الدولة والدولة لا تقف عند حدود الحكومة .. الدولة الشعب قاعدتها والحكومة أداتها التنفيذية والبرلمان كبرلمان عقلها بالتفكير والسيادة فيها كرامة والسلطة فيها مصداقية لذلك تكامل هذا الخاموس وهذه العناصر الخمسة تكون الدولة .. دولة ينتهي الحاكم وتنتهي الحكومة أما الدولة أو الحكم فستبقى تتدور إلى المستقبل وهذا أفضل شيء نقدمه للمستقبل .. نحن اليوم نعيش حالة من تفاقم الفقر الذي يضرب بأطنابه مختلف مناطق وشرائح المجتمع العراقي وهذا يتطلب منا التفكير كثيرا من خلال الخطط التنموية وكيف ندوّر هذا الثروة الاقتصادية والموازنة التي تبلغ 84 مليار دولار لشعب مقوماته بالعدد السكاني 32 مليون ونصف ومع ذلك لم يزل يعيش الفقر .. نحتاج أننا نضع خططا تنموية اقتصادية ونحوّل هذه الثروة حتى لا تكون فقط الحكومة غنية ويبقى الشعب شعبا فقيرا ..
alt  
شهدائنا .. لماذا نستحي أن نذكر شهدائنا بل لا يستحي البعض أن يسيء إلى الشهداء ولماذا دول العالم تتغنى بالشهداء حتى يعبرون من دين إلى دين آخر .. تغنت الأمة الهندية وتغنى زعيمها المهاتما غاندي بشهادة الإمام الحسين عندما قال (علمني الحسين كيف أكون مظلوما فأنتصر) الذين ضحوا وسطروا دمائهم وكتبوا الملاحم بتلك الدماء وشعوب العالم تلقت ذلك طووا مسافة بعيدة من ذلك ولم يتعقدوا الذي يقتل نفسه ويتقبل أن يكون قربانا من أجل المبادئ يستحق أن تحيى ذكراه حتى بقية الشعوب .. شعبنا شعب الشهداء واليوم العالم يغوص إلى التأريخ ويرجع إلى عام 1429 فيذكر السيدة عذراء أورليان جان دارك هذه البنت الشابة التي قتلها البريطانيون وهي فرنسية وبعض المظاهرات رسمت صورة جيفارى رغم الخلافات بالأفكار والاتجاهات السياسية .. لماذا لا نذكر شهدائنا ؟ لماذا لا نذكر ونتنكر لفكرهم .. فكر كفر الصدر الأعظم محمد باقر الصدر الذي توّجه بذلك الموقف الرائع واتخذ قرارا بالشهادة وبادر وصمم على أن يستشهد واستقبل الشهادة ولم يكن مدبرا عنها صنعها بقرار .. هكذا شخصيات نحن نخجل من ذكرهم .. حزب يعطي عددا من الشهداء هذا ملك الفكر عندما كان حزب الدعوة الإسلامية يقدم هذا السيل من الشهداء نستحي أو نتنكر لشهدائهم هؤلاء ملك من ملك المبادئ ولم يقتل هؤلاء فقط لأنهم فقط لديهم انتظام وانتماء بحزب معين إنما قتل هؤلاء لأنهم واجهوا الدكتاتورية ورفضوا الظلم وواجهوا كل ذلك من أجل إشاعة العدل لذلك ضحوا من أجل هذه المبادئ وقل في مثل ذلك في سيل الشهداء في كل منطقة من المناطق ليس فقط محمد باقر الصدر وإن كان رقما ونجما ساطعا في سماء الشهداء لكن الكثير من الشهداء الآخرين ومنهم عبد العزيز البدري وناظم العاصي والكثير من الشهداء الشهداء الذين خروا صرعا في حلبجة والأنفال والشهداء الذين سقطوا في الإنتفاضة التي حصلت في الأنبار والذي ذهب فيها الشهيد محمد مظلوم وشهداء الثورة الشعبانية المظفرة وشهداء الكثير من النساء والرجال الشهيدة المرحومة سدخان في البصرة التي جرعوا وليدها السمّ أمامها وما تراجعت أبداً حينما أرادوا أن ينتزعوا منها اعتراف فأبت ويجرعون أبنها بالسمّ .. أساطير .. هذا الفكر الخلاق الذي يبعث من يحمل هذا الفكر أن يستقبل الشهاده بالشجاعة في مقابله شعور الإرهاب قتل وقتل لكن أي صورة وتناقض بين النوعين من القتل قتل من أجل المبادئ وقتل يستهدف قتل المبادئ .. الذي حصل في عرس الدجيل هذا الذي حصل في عرس الدجيل تقتل إمرأة سيدة شابة وفي ليلة شبابها من يستطيع الآن من خريجي المدارس وأفلام شركة هوليود والله عصي عليهم أن يستطيعوا أن ينحتوا من وحي الخيال هكذا صور من الرعب والإرهاب وليأتوا هنا للعراق ويرّوا أن هناك واقعا حقيقيا .. يقطعوها ويعتدون عليها ويغتصبوها ويقتلونها بتلك الطريقة البشعة ويقتلوا الأطفال ويربطون أقدامهم بحجر ثقيل حتى يغطسوا بالماء .. هذه الثقافة وهذا هو الإرهاب .. لذلك يجب أن نتمسك بإحياء شهدائنا ليس شخصية ذهبت مع التأريخ .. منتـَج الشهيد لم يزل حيٌّ أبو الشهيد وأم الشهيد وزوجة الشهيد وإبن الشهيد هؤلاء منهم من أنتج الشهيد فهو منتـِج الشهيد ومنهم من أنتجه الشهيد فهو منتـَج الشهيد .. الكتاب الذي كتبه والكتاب الذي قرأه .. الكتاب الذي قرأه أنتجه شهيدا والكتاب الذي كتبه أنتجه الشهيد لذلك لا ينبغي أن نعتبر الشهيد أدى دوره مشكورا وانتهى .. الشهداء الدرع الواقي إذا تعرضت المسيرة إلى الإنحراف أبناء الشهداء وأرامل الشهداء سيقفون .. لذلك لا ينبغي أن نعتبر اعتزازنا بالشهداء أنها عملية بعيدة عن ممارسة أي إصلاح .. الإصلاح مطلوب في كل مكان والإصلاح لا يتجزأ .. إصلاح في العائلة حيث تأن الكثير من العوائل من عمليات الظلم والفساد التي شاعت فيها .. في العلاقات الزوجية .. بين الآباء والأبناء .. وفي العمل السياسي وفي كل مكان وصلت حتى إلى الجانب العلمي تزييف الكثير من الشهادات ووصلت إلى الجانب المشاعري الكثير يجيد فن تقليص عضلات الوجه ويريك إبتسامه تنطوي على حقد دفين في داخله فساد يضحك بكذب .. لذلك لا يوجد أصدق من ضحكة الطفل لأنه لا يجيد فن التشويه ويضحك بصدق ويبكي بصدق وما أحوجنا أننا نعود إلى المشاعر الحقيقية حتى نرى الآخرين على طبيعتهم ونتعامل معهم كذلك على طبيعتنا .. الإصلاح ليس حكرا لأحد وليس تنظيما مفصولا عن البقية وليس حزبا من الأحزاب إنما الإصلاح فكر وثقافة ومشاعر يمتد من خلال طيوفه وأمواجه إلى كل الأخرين ويمد يده لكل الحركات التي سبقته بالإعلان والتي تلته فيما بعد والتي تتعامل اليوم في كل منطقة من المناطق يعتقد أن من خلال هذا العقد الاجتماعي الصحيح يستطيع أن ينهض ويقف ويكبح جماح الفساد ..
 
altدول العالم اليوم تنظر إلى العراق على أنه تجربة رائدة ويفكروا كيف استطاع العراق أن يواجه هذه الصدمات التي حصلت .. وما يحصل اليوم في البلدان العربية يحز في أنفسنا فنحن مع إرادة الشعوب لكن عندما نجد أن الأبرياء عروقهم تنبض بالدم المتتدفق في الشوارع سواء كانت حصلت في ليبيا أو اليمن أو البحرين أو في مصر أو في أي بلد من البلدان عندما نجعل هؤلاء هم يدركون أن العراق الذي كان إلى الأمس القريب كانوا يعيلون علينا أن العراق من صناعة الدول الأجنبية .. العراق ليس من صناعة الدول الأجنبية العراق صنعه شعبه .. والله لو لا لم يكن الشعب العراقي قد قرر إسقاط صدام حسين لما تستطيع لا القوات الأميركية ولا قوات التحالف ولا أكبر قوات العالم أسقاط صدام .. هذا الشعب العراقي البطل الذي قدم هذه السجالات والملاحم والتضحيات والدماء قادر على أن يواصل مسيرته لذلك لا خشية على هذا الشعب .. الشعب العراقي اليوم يصعد محطة تلو الأخرى ويقطع الطريق شوطا بعد آخر .. ونحن لا ننكر أن هناك ثمة مشاكل لكننا نعتقد أن السفينة سفينة الوطنية العراقية عندما يكون ربانها ربانا كبير العقل وكبير القلب .. كبير العقل عندما يفكر وكبير القلب عندما يتحمل .. يستطيع أن يبحر بسفينتها ويصل إلى شاطئ الطمأنينة وعلى كل من يصعد بالسفينة وعلى كل من يتعامل مع العملية السياسية عليه أن يقرّ بأنه ليس من المصلحة أن نعمل على إيقاف هذه السفينة .. فنحن نحترم الآراء والاختلافات في وجهات النظر لكننا لا يمكن أن نقرّ ولا نتقبل إطلاقا أن يتحول الإعتراض بالرأي إلى عملية إعاقة وإلى تراشق .. كل الذين يعملون اليوم تحت الخيمة الوطنية العراق بحاجة إليهم بحاجة اليوم أن نتبارى ونتسابق من أجل محاربة الفقر في بلد غني ومحاربة الإرهاب الذي يفتك البلد به في كل مكان ويبضع بأبنائه وبناته ويعتدى عليهم .. نحن بأمس الحاجة إلى تقديم البرامج واستقطاب الطاقات لذلك الشعب ينظر عبر شاشات التلفزيون ويستمع إلى الخطب ويريد من هؤلاء جميعا أنهم يتفرغوا لبناء العراق .. هناك تقدم بلا شك وإن كانت تنتابه بعض نقاط الخلل لكننا واثقون من أن الله تبارك وتعالى مع هؤلاء وأن أنفاس الشهداء وأن المبادئ والقيم التي آمن بها شعبنا وعكسها على شكل بنى فوقية سواء كانت في البرلمان أو بالحكومة جديرة وقادرة على أن تتخطى هذه التحديات وترسي نظام العدل والمحبة والإزدهار .. أتمنى لكم الموفقية وأشكر كافة الأخوة والأخوات الذين تجشموا عناء هذا الاحتفال والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق