الخميس، 23 يونيو 2011

في انتظار غائب

 فاطمة رجاء

تعلّقَ قلبي بوقعِ الخُطى خلفَ بابي العتيقْ
تَسّمَرْتُ غارتْ بعينيَّ كلَّ أماني الطريقْ
وكانتْ دُموعيَ بالانتظارْ
تُراكَ أعدتَ بهذا النهارْ‍ ‍‍‍‍‍‍‍‍‍!
لماذا تسمرتُ ؟ ماذا دهاني ؟
لما لا يكونُ صديق ٌ أتاني و إلا صغارْ
يدقونَ بابيَ مثلَ الصغارْ!
سنين ٌ مضتْ أم ثواني انتظارْ
عدوتُ لكي أفتحَ البابَ علّي هناكَ أفيقْ
وكانَ الطريقُ لبابي طويلاً
طويلاً وليسَ كأي طريقْ
فتحتُ ولكنّني لمْ أفيقْ ‍!
فقلبي الغريقُ استجابَ الصدى
و يا ليتهُ كانَ صوتَ الردى
وليسَ سرابٌ لوقعِ خطاكْ
متى ستُلاقي يدايَ يداكْ؟
متى سيكونُ نهاري سناكْ؟
تساءلتُ ثم أعادَ الزمانْ
سكوناً مريراً يلفُ المكانْ
وتسحقني ذكريات ٌ أُخَرْ
نهارٌ يمرُ ويطوى نهارْ
وتشخصُ عينايَ فوقَ الجدارْ
على ساعةٍ أنهِكَتْ منْ دُوارْ
فدّقاتُها مثلَ قلبي تَحارْ
تخلّفُ في الروحِ طعمَ انهيارْ
وجنبي تجلّى احتراقُ الأصيلِ بموقدِ نارْ
كشمس ٍ تملَّكها انتحارْ
وبينَ بقايا فُتاتِ الحَطَبْ
إذا ما انطفأنَّ يدبُ اضطرابْ
يناثرُ عُمراً مضى في اللهبْ
وماجَتْ سُحُبْ
تكبِّلُ ذاكَ الفضاءَ الرَحِبْ
ببرق ٍ ، وزلزلةٍ ، ورُعودْ
مَتى ستعُودْ ؟ لكي لا أعاني لوحدي هُنا
اندثارَ الوعودْ
وطيشَ الوجودِ يلُّمُ بنا
فلا يسألُ اليومَ عنْ حالنا
سوى بلبلٌ حطَّ فوقَ النوافذِ في دارنا
سأبقى هنا في انتظارٍ حزينْ
لعلَّ الخطى خلفَ بابي الرزينْ
يكنَّ خطاكْ ، خطى غائبٍ عادَ بعدَ السنينْ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق