الثلاثاء، 30 أكتوبر 2012

لقاء وحوار مع الشاعرة العراقية، منى الخرساني، والمرأة العراقية


الكاتب والباحث احمد محمود القاسم
ضمن سلسلة اللقاءات والحوارات التي اقوم بها، بشكل دوري ومبرمج، مع سيدات عربيات مبدعات وخلاقات ومتميزات، على الصعيد المحلي والعربي والدولي، كان لقائي هذا، مع شاعرة، وإعلامية وصحفية عراقية، وهي السيدة منى رحيم الخرساني، اعتادتْ أن تنشر في المواقع اللألكترونية والصحف العراقية، والمجلات العربية، وهي من عائلة
أدبية ملمة بالأدب والشعر، وهي رئيس منظمة أديبات العراق، وعضو اتحاد الأدباء والكتاب في بغداد، ونقابة الصحفيين، والمركز الوطني للإعلام، ومنتدى نازك الملائكة الأدبي، وعضو هيئة استشارية في وكالة وديوان عرار، ومحررة في دار الشؤون الثقافية، و(قسم المرأة) في شبكة انباء الاعلام العراقي في الدنمارك، نالت تكريم درع الابداع، باسم منظمة أديبات العراق، من نقابة الصحفيين، ومن دار الشؤون الثقافية لعام 2012م، و وزارة الثقافة العراقية، حائزة على شهادات من أغلب المنظمات العالمية، صدرَ لها مجموعة بعنوان:(رياح العام القادم). تمتاز اشعارها بالرقة والوطنية، والعواطف الجياشة المفعمة بالحب والعطر، والإحساس الرقيق والذوق الرفيع، وهي سيدة عراقية ناشطة جدا، شخصيتها متألقة كشاعرة معطاءة، في سماء العراق، وسماء المرأة العرقية، كان لي معها لقاء وحوار ممتع وشيق، كان بداية حديثي معها سؤالي لها: من هي السيدة منى رحيم الخرساني؟؟؟
أجابت وقالت:نشأت في أسرة أدبية، إتسَّمتْ بالشعر والأدب والدين، ومنذ نعومة أظفاري، فتحت عينايَ على والد كان شاعراَ وصاحبا لمجالس الدين والأدب، وترعرتُ مع أخوة يكتبون الشعر أيضا ، وقد اعتليتُ منصة الشعر في مراحل دراستي الابتدائية، فكنت أشارك في جميع محافل المدرسة ومناسباتها، حصلتُ على الكثير من الشهادات التقديرية، أثناء مشاركتي في المهرجانات والمسابقات، وتم تكريمي من قبل المنتديات الثقافية، ودار الشؤون الثقافية العامة ووزارة الثقافة العراقية، وقُدمتْ لي كتب الشكر من دائرة العلاقات الثقافية العامة وغيرها الكثير.... لا يسع المقام هنا لذكرها ..
ما هي الأفكار التي تؤمن بها السيدة منى ؟؟؟ وهل لديك هوايات شخصية؟؟؟ وهل منى متزمتة دينيا ام منفتحة اجتماعيا وإنسانة ديمقراطية ؟؟
أؤمن بالتعايش السلمي مع الآخرين، وفق كلمة علي ابن ابي طالب رضي الله عنه: ( الناس صنفان، إما أخ لك في الدين، أو نظير لك في الخلق) المحبة، والحياة الحرة الكريمة ، والانفتاح على الآخر، والحوار المسير الثقافي الصحيح، كما أن لدي ايمان كامل بأن للمرأة الدور الاداري والتربوي الناجح في قيادة الشعوب ...أما بشأن هواياتي، فهي كثيرة، ولكن لا وقت لدي، فالمسؤوليات جمة، ولكني أذكر هنا منها المطالعة والتحرير الصحفي. اما بالنسبة للجانب العقائدي او الديني هو المفتاح الحقيقي للانفتاح، وقد خرج الإسلام بالإنسان من الظلمات الى النور، وما المانع ان نكون اسلاميون، ولنا انفتاح اجتماعي وديمقراطي على كافة المستويات، وعلى جميع الصُعد، ومع كل أحبتنا أن الدين السلام والمحبة .
هل يمكن القول بان السيدة منى صريحة وجريئة؟؟؟
احب الصراحة كثيراً... مما يجعل الكثير ممن لا يعرفونني بعيدة عنهم !!! وكذلك امقتُ الكذب والكذابون ...وبما اننا نمتطي صهوة منصات الإبداع دائما، ما تكون لنا صرخة جريئة تحتويها جعبتنا ألشعرية.
هل السيدة منى اديبة شاملة ام شاعرة فقط ؟؟
نعم لقد كتبت القصة القصيرة وكتبت المقال الأدبي، ولكني اعتز ان اكون شاعرة فقط !!! لأن التشتت بين المفردات الأدبية، وقد اعتبر الشمولية هي الموسوعة الفكرية بالتخصص والإبداع وليس بالتنوع.
قلت لها اذا ممكن ان تعطينا بعضا من قصائدها؟؟؟
ردَّت وقالت: هذه قصيدة من قصائدي بعنوان: (كراديسُ امرأة)
بين كفّيهِ ....سورٌ، تـُرى مَن ْ..؟هيروشيما ... ناكازاكي، أعمى ذلك َ الحلمُ ...يزرع ُ الدخانَ
آيات ٍ على جسد ِ الكنائس ِ. مالها قداسُ قط ، سلسلَ الأجراسَ فيها .. قُرعتْ كلُ الطبول
صلبوها، نزعوا من جنبها، ألفَ فتيلٍ ... وفتيلْ، جاءَ والكأسُ بقاءٍ ...من حريقٍ يحتسي نجوى ...ويهويه الطريق..!!
لمن تكتب السيدة منى وماذا تتضمن كتاباتها من اهداف معينة؟؟
قالت : أنا اكتب للوطن اولا، وللمناجاة الروحية والمعالاجات الاجتماعية، التي تحملها المرأة من تزاحم ذكور وتهميش للمرأة، على الصعيد العربي، أما الاهداف، فهي حلم كل الشعراء والشواعر بالذات، لإعلاء صوتها امام غياهب الجب، واثبات الروح الانسانية، بما له من حقوق قانونية واجتماعية .
هل لديك سيدتي دواوين شعر او كتب معينة مطبوعة؟؟
قالت: نعم صدرت لي مجموعة شعرية تحت عنوان: (رياح العام القادم)، وهناك ايضا مجموعة تحت الطبع. قالت وهذه قصيدة من اشعاري ايضا بعنوان: (خطوط مُغلقة):
بسريرٍ وقماط ٍ، أدرجوني تحت قضبان النوافذ، وضعوني بين طيات وسادي لُغماً، كلفوا الشرطيّ أن يطعمني لحم قطط، كلفوا الشرطيّ أن ..... طلبوا أن لا أكونَ فرسمتُ الرأسَ رأسين، على جذع شعارٍ ....بطباشيرِ الخطوطِ المغلقة، (في القاعة)، يعلنُ التصفيقُ، مَنْ لا يفهمون الحادثة، أسرقُ الآهاتِ، من بينَ الثغور، يا قصيدي... أعصرُ الحبرَ المزركش ، فوق جفنِ الطاولة .. أسدلُ الأضواءَ خلفَ القبر ِ، هذا القبرُ صوت ٌ،أستريح ُ على يديه ِ، كي أرى الآتي، ولا آت ٍ..،سوى كلمات ِ نبض ٍ، غائب ٍبين َ الأصابع، والعيون ِ النائمة ْ ..!! (رؤوس ٌ لأشجار الصنوبر)، أنا لست ُبائعةَ وردٍ، ولا بائعةَ آثار و متاحفْ، ولا ملونةَ جدار الطائفية....ولا بل بائعةً ُ كبريت ٍلأنبوبِ نفطٍ، وحبالٍ لمشانقَ التجردْ، ودموع ٍ لعرباتِ التحول، وملاحم لجلجامش العظيمْ أتسولُ العروبة، في حصالتي الخاصة، كي اشتري الأبجدية َمن خزائن َ مكة ..هل للقاءِ ، مأدبة ٌ من دماء ٍ على الأرصفة؟ أشلاءُ امرأة ٍ وطفل ٍ وشيخ، تناثرتْ هنا وهناك واحتكار التدفق ..أن تُحرقَ أعشاش ُ العصافير، ويجهض ُ بيضُها، أو تباعُ قطعة ُ زيتون ٍ بثمن ْ بخسْ....لأفوهٍ تفوحُ برائحةِ الأفيون، وتعلق رؤوس الإسلام، على أشجا ر ِالصنوبر، أنا لست ُ بائعة َ ورد، بل قطفت ُ أصابعي، وجمعتـُها..ميلاد ُ ملامحي، لهذ ا ينحني ـ بابا نوئيل، للعام القادم.
هل ممكن سيدتي اعطائنا بعض المعلومات عن طبيعة المرأة العراقية، وحريتها الشخصية واستقلالها؟؟؟.
المرأة العراقية امرأة شجاعة، حملت ولا زالت تحمل هموم اسرتها، تحت مظلات الوطن المخبئة بين جدران الضياع والتشبث، بالنسبة الى حريتها.
ما هي نظرة الشاعرة منى للرجل العراقي، وتقييمها لطريقة معاملته للمرأة العراقية، هل هي طريقة مرضي عنها وحضارية ام لا ؟؟؟ ام ان الرجل العراقي يظلم المرأة العراقية وهو شخص مستبد بتعامله معها؟؟؟
تبقى عظمة الرجال كبيرة امام عيون المرأة العراقية، لما تكنه له من احترام عرفي وعشائري تربَّتْ عليه، ضمن نطاق المجتمع العراقي السائد، أما بالنسبة لطريقة معاملته، هناك تقدير واحترام، كون الرجل العراقي يحمل نهج اسلامي تربوي، ليس هناك استبداد او عبودية اعتقد، انتهى عصر الجواري للعالم اجمع، وخاصة العربي منها على ما أعتقد.
المرأة هي من تستطيع أن تفرض ثقافتها وتربيتها على الرجل، وللمرأة في العراق المكانة اللائقة التي تتسم بها طريقة التعامل، وهذا بلا شك لا يعني من أن توجد في العراق، مناطق تعيش فيها النساء حالات الاستبداد والهيمنة وطريقة (سي السيد) التي توارثوها عن الأجداد، وهذا النوع يكثر في المناطق الريفية عادة.
هل يهمك كون المواطن العراقي سني ام شيعي؟؟ ام هناك اعتبارات اخرى تهمك غير هذه؟؟؟
آه ثم آه من تلك التي دخلت لنا بتعابير موجعة للقلب، أين نحن من تلك التفرقة التي لم نعرفها او نتعرف علية طيلة السنين التي مرت علينا نحن عراقيون، بقلوب بيضاء، وليس هناك أي اعتبارات آخرى ...هذا ما أدخله علينا الاحتلال، وهو معروف بطريقة: (فرق تسد) ليعشش أطول فترة ممكنة ...ولكن، عمق تأريخ العراق، وحضارته الموغلة بالعمق، والنسيج الفسيفسائي، حطم كل قيود التفرقة، ليعيش العراق كعائلة واحدة متحابة، ولا يعنينا أمر الساسة، إن تخاطبوا بهكذا مصطلحات، فَهْمهمْ الوحيد كرسيهم وحزبهم، ولا شأن لهم بالمواطن.
كثر الحديث عن زواج المتعة في العراق، ما هو موقفك الشخصي منه، وهل هذا الزواج منتشر بشكل كبير في العراق، ام هناك تحفظات من البعض عليه؟؟؟
هنالك توجد مثل هكذا زيجات، ولكن بصورة قليلة جداً وسرية، وهذا بسبب كثرة الحروب التي مرَّتْ على العراق، حيث إن الإعلام، يعمل منها هالة كبرى لمثل هذه الأمور، التي لا تستحق الوقوف أمامها، والقانون له كلمة الفصل فيها .
بصراحة و(بامكانك رفض الاجابة على هذا السؤال) هل الوضع الحالي افضل ام اسوأ بالنسبة للمرأة العراقية وتقدمها وتحررها عن الوضع السابق؟؟؟
الوضع الحالي للعراق، جعل من المرأة تأخذ دورها الديمقراطي في حرية الفكر الثقافي الأدبي والإعلامي والفني، بصورة اوسع، حتى انها اخذتْ مناصب في الدولة، كوزيرة وعضوة برلمان وعضو مجلس، وأيضا على مستوى منظمات المجتمع المدني، حيث اصبح لها اليوم التحرك الواسع في كافة المجالات .
هل تعتقدي ان المرأة العراقية متحررة بما فيه الكفاية، ام تطمح الى تحرر وتقدم أكثر؟؟؟
لا حدود الى طموح المرأة العراقية التي اجدها اليوم، وقد تسابق الرجل لتكون قد ادَّتْ دورها اتجاه المجتمع الذي تعيش فيه، علما ليس هناك تحرر كامل حتى على مستوى الدول العربية اجمع، لذلك نطمح ان تأخذ المرأة دورها الحقيقي الفعال، اتجاه قريناتها في الدول المتقدمة.
ما هي نظرة منى للمرأة الفلسطينية ونضالاتها؟؟؟ وبشكل عام، للمرأة العربية ومدى تقدمها وتطورها.؟؟؟
اصبحت المرأة الفلسطينية اليوم، قدوة للنساء العربيات، لما تبنَّتْ من مواقف مشرفة نضالية وبطولية، أثبتتْ للعالم، بأنها تمتلك مقومات المرأة المثالية الصلبة والمثقفة والبطلة، التي امتثلتْ امام الرياح الصهيونية، أُمْ وزوجة وابنة لشهداء، ضحوا من اجل كرامتها وكرامة الأرض العربية.
كلمة تودين قولها لم اتطرق لك بها في حواري؟؟؟
كنت اتمنى ان تسألني الى اين وصلت المرأة بثقافتها، وهل حققَّتْ الشيء الاوفر للطموح الموسوم، على عاتقها التربوي للجيل الحالي، رغم التحديات التي يتعرض لها العالم العربي؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق