الخميس، 1 ديسمبر 2011

التخطيط إلهي لواقعة ألطف واستشهاد أبي الأحرار أبي عبد الله الحسين عليه السلام .



الجزء الأول : بقلم صادق عبد الواحد الموسوي
قَالَ الرِّضَا ( عليه السَّلام ):
 إِنَّ الْمُحَرَّمَ شَهْرٌ كَانَ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ يُحَرِّمُونَ فِيهِ الْقِتَالَ ! فَاسْتُحِلَّتْ فِيهِ دِمَاؤُنَا ،
وَ هُتِكَتْ فِيهِ حُرْمَتُنَا ، وَ سُبِيَ فِيهِ ذَرَارِيُّنَا وَ نِسَاؤُنَا ، وَ أُضْرِمَتِ النِّيرَانُ فِي مَضَارِبِنَا ، وَ انْتُهِبَ مَا فِيهَا مِنْ ثِقْلِنَا ، وَ لَمْ تُرْعَ لِرَسُولِ اللَّهِ حُرْمَةٌ فِي أَمْرِنَا . إِنَّ يَوْمَ الْحُسَيْنِ أَقْرَحَ جُفُونَنَا ، وَ أَسْبَلَ دُمُوعَنَا ، وَأَذَلَّ عَزِيزَنَا بِأَرْضِ كَرْبٍ وَ بَلَاءٍ ، أَوْرَثَتْنَا الْكَرْبَ وَ الْبَلَاءَ إِلَى يَوْمِ الِانْقِضَاءِ 
علينا أن نأخذ من هذه المعركة الخالدة  العبر والدروس والوصول الى الحكمة.
فان جميع أهل البيت يلقى حتفهم اما مقتولا او مسموما ،  
وعلاوة على ذلك ما تحملوه من غربة  وابتعادهم عن  الأوطان ، والزج لبعضهم في غياهب السجون المظلمة ، وأساليب الولاة  بحقهم عليهم السلام  القمعية والهمجية ، التي يمارسها الطغاة والظلمة في كل زمان ومكان وعلى مدى الدهور  على اتباع اهل البيت حتى يرث الله الأرض ومن عليها .

 ان واقعة ألطف   فيها تنفيذ للحكمة إلهيه التي  تغيب عن عقول الكثير من  الناس حتى عن عقول أتباع أهل البيت ومحبيهم ، وربما  البعض يتذمر  وينكر لما سنذكره من ان الحسين عليه السلام حكمة الله المتناهية التي لا ينالها الا ذو حظ عظيم ،
والتي كتبت في اللوح المحفوظ منذ أمد بعيد قبل عالم الذر واخذ المواثيق والعهود على ذلك من الحسين وجده وأمه وأبيه وأخيه الحسن صلوات الله عليهم .  
حين بقي الحسين وحيدا في معركة الطف واستشهاد الجميع ، وقعت صحيفة قد نزلت من السماء في يده الشريفة فلما فتحها رأى أنها هي العهد المأخوذ عليه بالشهادة قبل خلق الخلق في هذه الدنيا فلما نظر عليه السلام إلى ظهر تلك الصحيفة فإذا مكتوب فيه بخط واضح جلي 
" يا حسين نحن ما حتمنا عليك الموت وما ألزمنا عليك الشهادة فلك الخيار ولا ينقص حظك عندنا فإن شئت أن نصرف عنك هذه البلية فاعلم أنا قد جعلنا السموات والأرضين والملائكة والجن كلهم في حكمك فأمر فيهم بما تريد من إهلاك هؤلاء الكفرة الفجرة لعنهم الله "
فقال 
" يا رب وددت أن أقتل وأحيى سبعين مرة أو سبعين ألف مرة في طاعتك ومحبتك وإني قد سئمت الحياة بعد قتل الأحبة ، سيما إذا كان ف قتلي نصرة دينك وإحياء أمرك وحفظ ناموس شرعك  "
تابعوا موضوع
كتاب العهد المأخوذ من رسول الله ومن آله في عالم الذر في استشهاد الحسين (ع(
على الربط
ولم يبعث الله نبيا ولا رسولا إلا ان يجتاز الاختبار والابتلاء في معرفة محمد واله  ويعلم ما سيجري على الحسين بإرادته في سبيل الله ودينه الحق .
ولهذا كان نبينا إبراهيم من شيعة الرسول وأهل بيته صلوات الله عليهم بعد وصوله الى معرفتهم معرفة حقة  ومعرفته بتضحية الحسين الكبرى وبكى على تلك المصيبة كما بكى جميع الأنبياء ، ولهذا استحق إبراهيم  درجة الإمامة بعد ما كان نبيا وخليلا  وهذا بسبب معرفة كلمات الله التامات  الذي اعلمه الله عز وجل إنهم من ذريته .
( وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن ، قال إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي ، قال لا ينال عهدي الظالمين ). فالكلمات في الآية هم الرجال  أي محمد واله عليهم السلام لان الله أتمهم بالإمام الحجة القائم (عج)  ، مثل عيسى عليه السلام كلمة الله .
فالأسماء التي عرضت على نبينا ادم عليه السلام في بداية الحوار مع الملائكة هم أصحاب الكساء الخمسة فقط ولكن الله أتمهن لأبينا إبراهيم .
والجميع يعلم ان في القران علوم جما من التفسير والتأويل والمحكم والمتشابه وغيرها, فعندما يسال السائل رسول الله او اهل بيته عليهم الصلاة والسلام ، ينظروا الى عقل السائل ومقدار تحمله من التأويل للآية فيجيبونه على قدر تحمله .
فالقران الكريم  ذكر (وان من شيعته لإبراهيم ) فإذا ما أخذنا هذه الآية على محمل التفسير وليس التاويل كما جاء بي بصير :
سأل جابر الجعفي أبا عبد الله ( عليه السلام ) عن تفسير قوله عز وجل ” وإن من شيعته لإبراهيم “  فقال إن الله لما خلق إبراهيم كشف له عن بصره فنظر فرأى نورا إلى جنب العرش فقال إلهي ما هذا النور ؟ فقال له هذا نور محمد ( صلى الله عليه وآله ) صفوتي من خلقي . ورأي نورا إلى جنبه فقال إلهي وما هذا النور ؟ فقيل له هذا نور علي بن أبي طالب
( عليه السلام ) ناصر ديني . ورأي إلى جنبهم ثلاثة أنوار فقال إلهي وما هذه الأنوار ؟ فقيل له هذا نور فاطمة ( عليها السلام ) فطمت محبيها من النار ونور ولديها الحسن والحسين
( عليهما السلام ) فقال إلهي وأرى أنوارا تسعة قد حفوا بهم ؟ قيل يا إبراهيم هؤلاء الأئمة
( عليهم السلام ) من ولد علي وفاطمة . فقال إلهي أرى أنوارا قد أحدقوا بهم لا يحصى عددهم إلا أنت ؟
قيل يا إبراهيم هؤلاء شيعتهم شيعة علي ( عليه السلام ) . فقال إبراهيم ( عليه السلام ) وبم تعرف شيعته ؟ قال بصلاة الإحدى والخمسين والجهر ببسم الله الرحمن الرحيم والقنوت قبل الركوع والتختم باليمين .
فعند ذلك قال إبراهيم اللهم اجعلني من شيعة أمير المؤمنين عليه السلام قال فأخبر الله في كتابه فقال وإن من شيعته لإبراهيم ” . وفي الحقيقة طلب ان يكون من شيعة الحسين لان الحوادث التي سوف نذكرها تتكلم عن شخصية الحسين عليه السلام ، وبالطبع فان شيعة الحسين هم شيعة علي وشيعة علي هم شيعة الرسول عليهم الصلاة والسلام .
 وقوله تعالى في الآية  " لا ينال عهدي الظالمين "  . حيث أبطلت  إمامة كل ظالم إلى يوم القيامة وصارت في الصفوة  ثم أكرمه الله تعالى بأن جعلها في ذريته أهل الصفوة والطهارة فقال : ” ووهبنا له إسحاق و يعقوب نافلة وكلا جعلنا صالحين * وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا وأوحينا إليهم فعل الخيرات وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وكانوا لنا عابدين ” 
اما من جهة التأويل لبعض الآيات الخاصة بإبراهيم وقصته مع الحسين  عليهما السلام سوف نذكرها لاحقا بعد اثبات  ان محمد واله اول خلق الله  عز وجل :
عن جابر بن عبد الله قال: قلت لرسول الله صلى الله عليه وآله: أول شئ خلق الله تعالى ما هو؟ 
فقال: نور نبيك يا جابر، خلقه الله ثم خلق منه كل خير.
وفي حديث اخر قوله ص : أول ما خلق الله نوري، ابتدعه من نوره، واشتقه من جلال عظمته.
وعن المفضل قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: كيف كنتم حيث كنتم في الأظلة؟ 
فقال: يا مفضل كنا عند ربنا ليس عنده أحد غيرنا في ظلة خضراء، نسبحه ونقدسه و نهلله ونمجده،
وما من ملك مقرب ولا ذي روح غيرنا حتى بدا له في خلق الأشياء، فخلق ما شاء كيف شاء من الملائكة وغيرهم، ثم أنهى علم ذلك إلينا.
وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الله كان إذ لا كان، فخلق الكان والمكان، وخلق نور الأنوار الذي نورت منه الأنوار، وأجرى فيه من نوره الذي نورت منه الأنوار، وهو النور الذي خلق منه محمدا ” وعليا “، فلم يزالا نورين أولين إذ لا شئ كون قبلهما، فلم يزالا يجريان طاهرين مطهرين في الأصلاب الطاهرة حتى افترقا في أطهر طاهرين في عبد الله وأبي طالب عليهما السلام.
وهنا ذكرهم الله عز وجل في كتابه الكريم (ونرى تقلبك في الساجدين ). أي في أصلاب الرجال الطاهرة  والأرحام المطهرة .
ما جاء في قاتل الحسين وقاتل يحيى بن زكريّا عليهما السلام
عن أبي عبداللّـه عليه السلام «قال : كان قاتل يحيى بن زَكريّا ولد زنا ، وكان قاتل الحسين عليه السلام  ولد زنا ، ولم تبكِ السَّماء إلاّ عليهما» .
ذات يوم سقط إبراهيم (عليه السلام) من على ظهر جواده وشج رأسه وسال دمه فأخذ في الاستغفار فقال
( إلهي أي شيء حدث مني ) فنزل جبرئيل
وقال ( يا إبراهيم ما حدث منك ذنب ولكن هناك يقتل سبط خاتم الأنبياء وابن خاتم الأوصياء فسال دمك موافقا لدمه).
قال ( يا جبرئيل ومن يكون قاتله)
قال : قاتله يزيد لعين أهل السموات والأرضيين والقلم جرى على اللوح بلعنه بغير إذن ربه
فأوحى الله إلى القلم أنك استحققت الثناء بهذا اللعن ) فرفع إبراهيم يده ولعن يزيد لعنا كثيرا وأمّن فرسه بلسان فصيح فقال إبراهيم لفرسه
أي شيء عرفت حتى تؤمن على دعائي
فقال  يا إبراهيم أنا أفتخر بركوبك علي فلما عثرت وسقطت عن ظهري عظمت خجلتي وكان سبب ذلك من يزيد لعنه الله  .
وكان إبراهيم كثير البكاء والنوح على  الحسين كما أخبر الله سبحانه عنه في كتابه
 
فنظر نظرة في النجوم فقال إني سقيم ، والنجوم هم آل محمد صلى الله عليهم قد ظهروا في كرسي الولاية فنظر فيهم لأنه من شيعتهم وعبيدهم ومرجع العبد إلى سيده ،
فلما اطلع على وقعة  الحسين
 قال إني سقيم القلب لشدة الألم والحزن وبقي هذا الألم والسقم والحزن إلى أن قبضه الله إليه ، أو النجوم هي الكواكب الظاهرة فلما نظر إليها وعرف اقتضاءاتها وتأثيراتها وفهم منها وقعة الطفوف قال ما قال .
وعن نبي الله زكريا عليه السلام سأل ربه أن يعلمه الأسماء الخمسة  التي علمها لابينا ادم فنزل جبرئيل عليه السلام فعلمه إياها ، ثم أن زكريا عليه السلام إذا ذكر محمدا و عليا و فاطمة و الحسن عليهم السلام سرى عنه همه و انجلى كربه و إذا ذكر اسم الحسين عليه السلام خنقته العبرة و وقعت عليه البهرة ، 
فقال ذات يوم ( إلهي مالي إذا ذكرت أربعا منهم تسليت بأسمائهم من همومي و إذا ذكرت الحسين عليه السلام تدمع عيني و تثور زفرتي ) فأنبأه الله تبارك و تعالى عن قصته 
فقال ( كهيعص فالكاف اسم كربلاء و الهاء هلاك العترة الطاهرة و الياء يزيد عليه اللعنة و هو ظالم الحسين عليه السلام و العين عطشه و الصاد صبره )
فلما سمع بذلك زكريا لم يفارق مسجده ثلاثة أيام و منع فيهن الناس من الدخول عليه ، وأقبل على البكاء و النحيب و كان يرثيه 
(إلهي أتفجع خير جميع خلقك بولده ، إلهي أتنزل بلوى هذه الرزية بفنائه ، إلهي أتلبس عليا و فاطمة عليهما السلام ثياب هذه المصيبة ، إلهي أتحل كربة هذه المصيبة بساحتهما )
و كان يقول ( إلهي ارزقني ولدا تقر به عيني على الكبر فإذا رزقتنيه فافتني في حبه ثم افجعني به كما تفجع محمدا صلى الله عليه و آله و سلم حبيبك بولده )
فرزقه الله تعالى يحيى و فجعه به ، و كان حمل يحيى ستة أشهر و حمل الحسين كذلك

ويمكنكم مراجعة الموضوع
من أسرار الملكوت - الحسين(ع) وسيرته مع الأنبياء
على الربط

يتبع في الجزء الثاني و المهم الذي فيه أدلة عن تأجيل ذبح إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام  وربطه بذبح الحسين وذكر تعالى  في قوله وتركنا عليه في الآخرين – أي تأجيل الذبح في أخر امة وهي امة محمد الذي تجسد في التضحية الكبرى لسيد الشهداء ابي عبد الله الحسين عليه السلام  وانه الذبح العظيم الذي ذكره الله عز وجل في كتابة الكريم واصبح كبش فداء، وقد تأجل ذبح عبد الله والد الرسول محمد  (ص) قربانا للكعبة  في نذر نذره جد الرسول عند إكمال عدد أبناءه أثنى عشر صبيا .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق