الجمعة، 4 يناير 2013

المجرمون الارهابيون هم صور مظاهر الشيطان .

بقلم :صادق عبد الواحد الموسوي
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلى على محمد وآله
ان الآيات النازلة في شأن الشيطان تثبت له التصرف في الجانب الخيالي والعاطفي للإنسان،
وتنفي عنه حق التصرف في الجانب العقلي والارادي او البدني منه ،
وهو لا يكتفي في سلب ارادة الانسان وجبره على ارتكاب المحرمات الالهية ،
ولكن  الفرد اذا لم يتغلب على الجانب العاطفي منه ، ولم يجعل الوهم والخيال تحت سيطرة العقل
يصبح مسرحا "لوساوس الشيطان ودسائسه، عندها تهون عنده المكارم والاخلاق الفاضلة والتكاليف الالهية ويسهل عليه ارتكاب الموبقات والآثام
عندها يصل الى رتبة الانعام التي تسرح في اودية الخيال ، وتمرح بتعاطي المحرمات ، فيصبح مظهر" من مظاهر الشيطان ،
 ويدل على ذلك القرآن الكريم في حكاية الشيطان بقوله:
(ما كان لي عليكم سلطان الا ان دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا انفسكم ،
ما انا بمصرخكم وما انتم بمصرخي ، اني كفرت بما أشركتموني من قبل )ابراهيم 22

فالشيطان نفوذه ينحصر في حدود التشريع ولا يشمل التكوين , فهو يؤثر في مجال الافعال التشريعية والتكليفية للإنسان , ونفوذه في مجال الانسان محدود بحدود الفكر ولا يشمل الجسد ,
وان نفوذه في فكر الانسان ايضا محدود بحدود الوسوسة واظهار الباطل بمظهر الحق وقد عبّر القرآن عن نفوذ الشيطان بكلمات مثل : التزيين والتسويل والوسوسة ،
 فليس له شيئا في النظام الكوني يخلقه الشيطان او ان تكون له سلطة تكوينية على البشر بصورة القدرة القاهرة المتسلطة على الانســان بحيث تجبره على الشر
 وهذا ما يرفضه التشريع الالهي في الدين الاسلامي.
وانما سلطته على الانسان ضيقة جدا وتابعة لإرادة الانسان نفسه ,
لان الانسان هو الذي يوسع سلطة الشيطان عليه او يحدها حتى يصل بها الى العدم كما قال تعالى
(انه ليس له سلطان على الذين امنوا وعلى ربهم يتوكلون ) النحل- 99

فالإنسان الذي يتمادا في الخطأ والخطيئة والرذيلة حتى يجعل من نفسه أمارة بالسوء فهذا الانسان اقوى من الشيطان نفسه لأنه الوحيد الذي يأخذ الانسان الاخر الى الرذيلة قسرا وجبرا ويتحكم بعقله وجسده عكس شيطان الجن ,
فقد نعتهم القرآن بأقوى الشياطين وقدمهم على ذكر شياطين الجن
فقال (شياطين الانس والجن (
فبين القران بالإنسان الذي اصبح شيطانا من خلال النفس الامارة بالسوء اصبح اقوى من شياطين الجن ولهذا قدم شياطين الانس على الجن في الآية اعلاه.

وينقل القرآن الكريم عن لسان الشيطان جوابا للمعترضين عليه والمعتبرين اياه مسؤولا عن ضلالهم حيث يقول
(وما كان لي عليكم من سلطان الا ان دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا انفسكم ) ..
ان الشيطان يلعن هؤلاء كما يتبرا من الكافرين الذين لم  يرتكبون جرما مشهودا فكيف بهؤلاء،
 كما قال القران الكريم(كمثل الشيطان اذ قال للإنسان اكفر فلما كفر قال اني بريء منك اني اخاف الله رب العالمين(.
انظروا كيف تبرا الشيطان من هؤلاء وقد اعترف انه يخاف الله رب العالمين ونحن نعلم بان راس الحكمة مخافة الله.
اذا" الشيطان يخاف الله وهؤلاء والذين يتبعون هوى النفس لا يخافون الله ،
اما الشيطان فقد قال (اني اخاف الله رب العالمين ) وشهد لله تعالى انه رب الارباب ورب جميع العوالم او رب عالم الدنيا وعالم الاخرة
وآيات اخرى من القران على لسان الشيطان ..
(وقال الشيطان لما قضي الامر ان الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا انفسكم.)
وقال ايضا (اني بريء منكم اني ارى ما لا ترون, اني اخاف الله والله شديد العقاب )
وبعد هذا الحديث نقول اليس الشيطان افضل من هؤلاء الارهابيين الذين يتفننون بقتل العراقيين ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وبالخصوص هذه الايام من قتل زوار اربعينية الحسين عليه السلام وقتل جميع العراقيين بدون النظر الى الدين والطائفة والمذهب .
فلعنة الله على القوم الظالمين .
حمى الله العراق وشعبه من الايادي الغادرة .
صادق الموسوي
مدير مكتب صوت العراق / بغداد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق