السبت، 14 مايو 2011

تبدل الجسد وحقيقة عذاب القبر واشراقات اهل المعرفة:

بقلم صادق الموسوي

ان عالم الآخرةغير عالم الدنيا ، وهو عالم تام لا ينتظم مع هذا العالم في سلك واحد ، ولا احدهما
يتصل بالآخر في اتصال زماني او مكاني ،
صحيح ان الآخرة محيطة بالدنيا احاطة معنوية كأحاطة الروح بالجسد .
فان الموت اذا فارق بين جواهر هذه الاجسام الدنيوية ، تتلاشى تراكيب بقية الجواهر
المفردة وظمحلت الهيئات والاعراض ، فيجيء وقت العود والرجوع بأمر الله عز وجل ،
فيركب الجسد من تلك الجواهر تركيبا لا يقبل الفساد ،
فيكون الجسم الآخروي مجرد جواهر بلا اعراض هذه الدنيا ، ولم يكن للجسم صفات مستحيلة زائلة حاصلة من انفعال المواد،
ويكون الاضمحلال والتلاشي لهذه الصفات الى وقت العود والموت وزمان القبر وحالة البرزخ التي هي حالة او حائلة بين الموت والحياة الثانوية ـ
مثل حالت النائم لقوله (صلى الله عليه وآله) ( النوم اخ الموت).

اما عن عذاب القبر:
كل من شاهد بنور البصيرة باطنه في الدنيا لرأه مشحون بأنواع المؤذيات والسباع ، مثل الشهوة والغضب والمكر والحسد والحقد والكبر والرياء والعجب وغيرها من الملكات المهلكة ،
وهذه لا تزال تفترسه وتنهشهه ان سهى عنها لحظة ،
وان اكثر الناس محجوبين النظر عن مشاهدتها ، فاذا انكشف الغطاء ووضع في القبر عاينها وقد تمثلت بصورها واشكالها الموافقة لمعانيها ، فيرى بعينه الحيات والعقارب قد احدقت به ،وانما هي ملكاته وصفاته الحاضرة الآن في نفسه ، وقد انكشفت له صورها الطبيعية ،
فان لكل معنى صورة تناسبه ،
كما جاء في حديث الرسول (صلى الله عليه وآله)(انما هي اعمالكم ترد اليكم)
وهذا هو حساب النفس في عالم البرزخ قبل حساب يوم القيامة فيكون المحاسب الله عز وجل ،
كما قال تعالى عن حساب النفس ( وكفى بنفسك اليوم عليك حسيبا)
فهذا عذاب القبر للاشقياء الذين اعمالهم سيئة ،
اما نعيم السعداء يختلف حيث تتجسد الاعمال الصالحة في صور ملكوتية نورية كبيرة وعظيمة لا يمكم تصورها لا في الذهن ولا في العقل ،
جعلكم الله من السعداء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق