الجمعة، 27 مايو 2011

اللامي اتهم أمريكا بالتخطيط لتصفيته، وأنباء عن صفقة سياسية لإنهاء ملف اجتثاث البعث


  (صوت العراق) - اللامي اتهم أمريكا بالتخطيط لتصفيته، وأنباء عن صفقة سياسية لإنهاء ملف اجتثاث البعث

مصدر: اغتيال اللامي لفسح المجال نحو "مصلحة" سياسية و ليس "مصالحة" كما يروج لها

مرصد عسس – العالمية- خاص

تناقلت بعض الأوساط السياسية العراقية أنباء أثارت الجدل بشأن مدير هيئة المسائلة والعدالة علي فيصل اللامي الذي اغتيل من قبل مجهولين يوم أمس الخميس مساء في بغداد، وتفيد تلك الأنباء بأن اللامي كان قد اتهم الأمريكان بأنهم يعدون العدة من أجل تصفيته والصاق التهمة بالقاعدة وذلك بعد إطلاق سراحه من قبلهم بعد اعتقال دام نحو عام لاتهامه بالانتماء الى المجاميع الخاصة ودعمه لها.

وغداة عملية الإغتيال، تناقلت بعض الأوساط السياسية في بغداد، شائعات مفادها أن هناك جهات استخبارية لديها أجندة واضحة ونفوذ واسع داخل العراق هي من نفذت تلك العملية التي جاءت بالتزامن مع يوم الاستعراض العسكري لجيش المهدي التابع للزعيم الشيعي مقتدى الصدر.

و أوضحت المصادر لـ "مرصد عسس" أن الغرض من تنفيذ تلك العملية يتمثل بإزالة عقبة اللامي الذي كان يوصف بالمتشدد تجاه عودة البعثيين وتحجيم نفوذ أحمد الجلبي وسطوته على هيئة المسائلة والعدالة من جهة، وإعادة النظر بجميع ملفات المجتثين والمبعدين من قادة عسكريين وضباط وأعضاء حزب البعث والأجهزة المنحلة التابعة لنظام الرئيس السابق صدام حسين من جهة أخرى.

و أكدت المصادر لـ "مرصد عسس" أن هناك صفقة سياسية جرى التخطيط لها بعناية و ستدخل حيز التنفيذ في المستقبل القريب، لإرجاع بعض الشخصيات التابعة للنظام السابق و التي كانت محل خلاف لوجود جناح متشدد داخل هيئة المساءلة والعدالة يتمثل بشخص علي اللامي الذي يعتبره الكثير بأنه الواجهة الصلبة لزعيم المؤتمر الوطني أحمد الجلبي.

وأفاد أحد المقربين من هيئة المساءلة والعدالة، والذي اشترط عدم الكشف عن هويته خوفاً من العمليات الثأرية، "أن العدة قد أعدت منذ فترة، ونحن نسمع أنباء عن تغييرات جذرية ستطرأ على عمل هيئة المساءلة والعدالة، و هناك إدارة جديدة ستتولى ملف الهيئة وستعمل على إقصاء "الصقور" على حد وصفه، لفسح المجال نحو "مصلحة" سياسية بحتة و ليس "مصالحة" كما يروج لها البعض، وذلك من أجل عقد صفقة مرتقبة باتت وشيكة بين قادة حزب البعث و قادة العراق الجديد" على حد وصفه.

وكان افاد مصدر في الشرطة العراقية، مساء الخميس، بأن رئيس هيئة المساءلة والعدالة علي اللامي قتل بإطلاق النار عليه من قبل مجهولين على الطريق السريع الواصل إلى شرق بغداد.

وقال المصدر إن "مسلحين مجهولين يحملون اسلحة كاتمة للصوت ويركبون سيارة من نوع (هيونداي النترا) أطلقوا النار قرابة الساعة التاسعة من مساء اليوم الخميس على سيارة رئيس هيئة المساءلة والعدالة علي اللامي لدى مرورها على على طريق محمد القاسم السريع، الواصل بين وسط وشرق بغداد مما ادى إلى مقتل اللامي بعد إصابته بجروح خطرة".

واوضح المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه أن "اللامي اصيب بجروح خطرة ونقل الى مستشفى الكندي الا أنه فارق الحياة بعد وصوله إلى المستشفى بنحو نصف ساعة"، مبينا ان "الحادث اسفر أيضا عن إصابة سائق اللامي الذي كان من دون حماية" بحسب قوله.

ولفت المصدر إلى أن "القوات الأمنية تجري حملات تفتيش في بعض مناطق العاصمة بغداد بحثا عن السيارة التي أطلقت النار على اللامي، فيما فتحت تحقيقاً لمعرفة ملابسات الحادث والجهات التي تقف وراءه".

ويعتبر علي اللامي الذي يعرف بأبو زينب من الشخصيات السياسية المؤثرة في المشهد السياسي العراقي وكانت القرارات التي أصدرتها هيئته قبيل الانتخابات النيابية 2010 قد أثارت جدلا واسعا استمر نحو عشرة اشهر، وتسببت بإقصاء نحو 517 مرشحا بحسب ما أعلنت مفوضية الانتخابات، بموجب قرارات المساءلة والعدالة واجتثاث البعث وأبرز هؤلاء نائب رئيس الوزراء الحالي صالح المطلك والنائب السابق ظافر العاني والقيادي في القائمة العراقية راسم العوادي الذين رفع الاجتثاث عنهم في تشرين الثاني من العام نفسه بموجب صفقة تشكيل الحكومة الحلية التي نتجت عن طاولة مسعود البارزاني.

كما شملت قرارات هيئة المساءلة والعدالة التي صدرت في شباط من العام 2010 اجتثاث 376 ضابطا كبيراً في الجيش والشرطة، من بينهم 20 قائداً رفيعو المستوى، إضافة إلى مدير الاستخبارات العسكرية، لشمولهم بإجراءات اجتثاث البعث.

وكانت القوات الأميركية قد اعتقلت علي اللامي في ايلول 2008 في مطار بغداد عند عودته من لبنان الى العراق بجواز سفر مزور بحسب ما اعلنته قوات التحالف، واستمر احتجازه لفترة امتدت سنة ونصف حتى افرج عنه في آب 2009.

واتهمت القوات الأميركية اللامي حينها بأنه قائداً بارزاً في المجاميع الخاصة المدعومة من ايران، وقالت إنه متورط بعملية تفجير المركز الاستشاري الأمني في مدينة الصدر، وعمليات اغتيال طالت 450 شخصاً في العراق.

وسبق للامي ان اتهم في حديث خص به "السومرية نيوز" في ايار من العام 2010 السفارة الأميركية في بغداد بأنها تقود مخططا لاغتياله وإلقاء المسؤولية على تنظيم القاعدة، وبيّن أن واشنطن حاقدة عليه بعد تمكنه من "إفشال" مساعيها لإعادة حزب البعث إلى السلطة في العراق عبر القرارات التي أصدرتها هيئته، مطالبا الحكومة العراقية بفتح تحقيق في الموضوع.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق