السبت، 23 مارس 2013


على حدائق الزوراء في بغداد تم افتتاح فعاليات مهرجان بغداد عاصمة الثقافة العربية، السبت 23 آذار 2013 بحضور رسمي تمثل برئيس الوزراء نوري المالكي ووزير الثقافة سعدون الدليمي وبحضور عدد من الوزراء والبرلمانيين العراقيين..
وحضر الافتتاح الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي وعدد من وزراء الثقافة العرب ومئات المدعوين من المثقفين والفنانين والاعلاميين العراقيين والعرب والاجانب.
وبدء الاحتفال بعزف السلام الجمهوري وبعدها تم قراءة آيات من الذكر الحكيم وبعدها القى الناطق باسم بغداد عاصمة الثقافة العربية الدكتور نوفل ابو رغيف معلنا افتتاح فعاليات المهرجان والذي افتتحه بقصيدة شعرية تغنى بها بغداد الحضارة والتاريخ والامجاد الذي نالت استحسانا من قبل الحضور .من وزراء وسفراء ووفود عربية ودولية ضجت بهم قاعة الاحتفال الكبرى.



ثم جاءت كلمة معالي وزير الثقافة ومن ثم دعا رئيس الوزراء نوري المالكي لإلقاء كلمته التي ستضعها اسفل المقال ، وبعدها جاءت كلمة الامين العام للجامعة العربية .
ومن ضمن برنامج الاحتفالية مشاركة الفنان العراقي نصير شمة بعزف مقطوعاته الرائعة وكذلك فرقة الانشاد العراق واختتمت دار الازياء العراقية فعاليات المهرجان.

نص كلمة رئيس الوزراء السيد نوري المالكي
بسم الله الرحمن الرحيم
نرحب بالأشقاء العرب الذين حلوا اهلا في مدينتهم بغداد منارة العلم والمعرفة على مر العصور متمنيا لكم طيب الاقامة ولمهرجان بغداد عاصمة الثقافة العربية النجاح والتوفيق، وكلي امل وثقة ان يشكل المؤتمر اضافة جديدة لما قدمته بغداد من انجازات في حقول المعرفة والثقافة والابداع على مر العصور .
لقد لعبت بغداد دورا ثقافيا رياديا وان ما حدث من تراجع لهذا الدور يبقى شيئا استثنائيا لا يمكن ان تستسلم له مدينة السلام ولا يمكن ان تستكين لحالة الجهل والتهميش التي وضعها فيه النظام السابق.
ان الثقافة تستمد قوتها وقوامها واصالتها من امتدادها وتجذرها ، وان الثقافة في كل بلد هي تراكم للمعرفة والفنون والعلوم والآداب ، وهذه الصفات هي ما يميز الثقافة في بلد الثقافة ومدارس المعرفة والآداب واللغة، فثقافتنا ممتدة في عمق الزمان من الاف السنين عبر محطات وحضارات سادت في بلد التشريع والقانون وابداع الحرف وهي متراكمة وكل جيل يقدم نتاجه للأخر.
والثقافة لا تنمو الا في اجواء الحرية التي تمثل الربيع الحقيقي للثقافة وكذلك الاستقرار واحترام الانسان والعلم والعلماء ووجود نظام سياسي يؤمن بذلك ويؤمن له الدعم والحماية والمتابعة الايجابية. وليس ملاحقة العلماء والمبدعين وزجهم بالسجون واعدامهم وحرق انتاجهم كما شهد العراق في ظل حكم البعث او كما حدث في بغداد حين تعرضت لموجات من الهمجية والجهل فاستهدفت المكتبات ورمت بكل الاثار وما انتجه العقل العراقي وغيره في نهر دجله. وكانت بغداد تشع علما ومعرفة حين كانت اوربا وغيرها تعيش تحت وطأة محاكم التفتيش ومصادرة الحريات مما ادى الى توقف الابداع بتوقف العقل البشري عن التفكير والتحليل .
لقد كان العراق بما يمثله من تاريخ حضاري وموقع جغرافي حلقة وصل بين الشرق والغرب ومقرا وممرا للثقافات المختلفة.. كانت بغداد تحتضن هذه الثقافات على تنوعها وتتفاعل معها وتضيف عليها وتضع عليها احيانا بصماتها الخاصة، واذا كان لشيء ان يتحرر من قيود السفر والتأشيرات وتراخيص الدخول والخروج فان الثقافة هي المصداق الحقيقي لذلك.
وامتازت ثقافة العراق بتنوعها حيث جمعت بين العلوم التطبيقية والعلوم الانسانية
( لقد جمعت الطب والهندسة والكيمياء والفلك الى جانب الآداب والفنون والفقه والفلسفة).
وفي هذه الاجواء نمت المدارس الدينية وانشات الحوزات العلمية منذ ما يزيد على الف عام تواصلت بالعطاء والابداع في مختلف العلوم الاسلامية وطرحت نظاما تعليميا لا يزال يتمتع برصانته وحسن ادائه.
لقد انتعشت في اجواء الحرية والديمقراطية والتعددية التي يعيشها العراق حاليا حركة الثقافة وعادت مدارس الادب والشعر والتأليف والعلوم في مختلف صنوف المعرفة.
ايها السيدات والسادة الافاضل ... لقد حدث قطع في السياق التصاعدي لدور العراق الثقافي والريادي منذ سيطر النظام الدكتاتوري السابق وتراجعت بغداد عن مواقعها المعهودة وتقلصت مشاركتها الثقافية على الصعيدين المحلي والعربي وكانت سنوات عجافا ثقافيا وادبيا وفنيا ارهقت بلادنا وجففت ينابيع الفكر والمعرفة فيها .
ايها الاخوة الاعزاء.. ان الثقافة العربية رغم تنوعها فإنها متصلة في محور واحد يضيف اليه كل شعب من الشعوب العربية عنصرا جديدا ولونا اخر يزيده ثراءا وبهاءا لا انقساما وتراجعا
وعلينا التركيز على العناصر المشتركة التي تجعلنا ندور في منظومة واحدة غير متنافرة مع بعضها ولعلنا موحدين ليس فقط بطبيعة ثقافتنا التي تحتضن الجميع على اختلاف ادياننا ومذاهبنا وحتى اعراقنا ولكن طبيعة التحديات الثقافية التي نواجهها هي الاخرى مشتركة وذات طبيعة واحدة. وفي مقدمة هذه التحديات ما نواجهه اليوم من موجات تطرف فكري وثقافي تهدد كل ما بنيناه.
ان ما نشهده من حالات تطرف اخذت تنتشر مع الاسف في بلداننا العربية مدعومة بتيارات فكرية اقل ما يقال عنها انها سطحية تتعامل مع التراث بصورة انتقائية ناقصة وغير متوازنة وايضا مدعومة مع الاسف بكيانات وجهات تملك المال ولا تملك المعرفة وتتغذى بالأحقاد والكراهية بدل المحبة والتنوير .
ان ما نعانيه اليوم من اضطرابات وانقسامات وعدم استقرار وربما ما يشبه الفوضى احيانا انما يمثل انتكاسة ثقافية قبل كونها انتكاسة سياسية وقد يكون ذلك جزءا من نتائج القمع والاستبداد والدكتاتورية التي سيطرت على العديد من الشعوب العربية طيلة العقود السابقة ، وبناءا على ذلك لابد ان تكون المعالجة ثقافية ننقذ بها اجيالنا من ان تكون فريسة للتطرف والحقد ونبش التاريخ لإيقاظ كل ما فيه من شحنات تفرقة وضغائن لتكون حطبا لإذكاء نيران التطرف المتصاعد في كل ناحية من انحاء العالم العربي.
ولا يمكن ان نهزم التطرف بالعنف لان العنف يولد عنفا مضادا وهكذا نقع في دائرة لا تنتهي ، ومن هنا اتوجه بالنداء الى كل المثقفين والمفكرين والادباء والعلماء بضرورة العمل على نشر ثقافة الاعتدال والتنوير بدل الجهل والظلامية وادعو الى ان يكون هذا الموضوع محورا اساسيا من محاور النقاش في هذا المهرجان.
ايها الاخوات والاخوة الاعزاء.
ان العراقيين الذين ابدعوا الحرف ووضعوا مسلة حمورابي واسهموا في نشر نور الاسلام لا يمكن ان يقبلوا اليوم بدور هامشي مستهلك غير منتج، وان بغداد التي كانت مصدر اشعاع لكل العالم تنهض اليوم من جديد بعون الله وبهمة العراقيين واشقائهم العرب وكل المتنورين والاحرار في هذا العالم ، وان هذه النهضة تعني فيما تعني التخلص من الارث الثقيل لعهد التسلط والدكتاتورية وقمع الحريات الذي خنق حرية الابداع الثقافي الفكري والعلمي والفني ، ولم يطرح العراق كما عودنا رموزا في هذه المجالات الا القليل الذين تحملوا الضيم والقهر وتحايلوا على النظام بشتى السبل كي يعبروا عما في دواخلهم ولربما وجد بعض منهم فسحة من الحرية وسط مرارات المنافي القاسية.
لقد ان الاوان لكل مكامن الابداع والابتكار ان تنطلق وتنمو و لكل البراعم الثقافية والفكرية والفنية والادبية ان تتفتح وتكبر، وان ثقتي الراسخة بالعقل العراقي المبدع تجعلني متفائلا بظهور اجيال من المبدعين الذين سيرفدون نهر الثقافة العربية ويزيدونه تدفقا متضامنين مع اخوانهم المثقفين العرب ومؤسساتهم الثقافية.
ايها الاخوات والاخوة
ان تصدينا لهجمات الظلاميين والطائفيين ودعاة العنف والتكفيريين الذين يخشون نور الحرية ويهابون التفكير السليم ، لن يثني بغداد عن اداء رسالتها الثقافية والنهوض بدورها الابداعي.
السيدات والسادة الكرام
ان الموجة الظلامية اذا ما قيظ لها لا سمح الله السيطرة على عقول الشباب فان ذلك سيكون خطرا يضاهي خطر الاحتلال المغولي والتتري وكل موجات الاحتلال الاجنبي التي تعرضت لها بغداد او اية عاصمة عربية اخرى. اذ لا ثقافة ولا ابداع ولا فن حقيقي بدون الحرية وزوال مظاهر الخوف والارهاب. وانه من حقنا ان نفتخر نحن في العراق ان ابواب الحرية مفتوحة امام المبدعين ولا احد يسجن بسبب راي او اعتقاد او فكرة معينة ولا يوجد سجين واحد لدينا بسبب راي عبر عنه او فكرة بشر بها او عقيدة اعتنقها او عمل فني او ادبي انتجه.
وهذا ما يجعلني واثقا ان بغداد ستعود قريبا لممارسة دورها الثقافي والفكري والادبي المعهود وسترون كم هو معطاء شعبنا العراقي العظيم الذي سيجعل من بغداد منارة للعلم والمعرفة وقيم التسامح والمحبة ونبذ العنف والكراهية.
ان حرصنا على نجاح هذه التظاهرة الثقافية وانتخاب بغداد عاصمة لها نابع من اهتمامنا بالعلم والعلماء وتقديم الدعم اللازم لخدمة الثقافة .. وكجزء من هذا الاهتمام كنت قد اقترحت واكرر اقتراحي بهذه المناسبة ان نعتبر وزارة الثقافة من الوزارات السيادية وذات الاهمية القصوى وان تعطى من الدعم والرعاية ما يتناسب مع ذلك .

اجدد ترحيبي بكم في بغداد املا ان تبقى عاصمة دائمة للثقافة العربية وليس لعام واحد فقط

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

واكد وزير الثقافة ورئيس اللجنة العليا لبغداد عاصمة الثقافة العربية لعام 2013 سعدون الدليمي، اليوم السبت، ان اقامة مهرجانات الثقافة في العواصم العربية "هو رد على المشككين بثقافة العرب"، وفي حين دعا إلى تبني مشروع عربي ثقافي متكامل عنوانه "الثقافة الجامعة"، حذر من "خطر" يهدد الامة العربية يتمثل بـ"هيمنة السلطة على المشهد الثقافي".

واستهل لدليمي كلمته الافتتاحية في مهرجان بغداد عاصمة الثقافة العربية للعام 2013 انطلق اليوم في العاصمة العراقية بالاعتذار من "التشدد الامني" وقال ان "هذا التشدد هو لتفويت الفرصة على المغرضين وخوفنا من الصيادين ومصاصي الدماء من تخريب هذا الاحتفال "، مضيفا ان "هناك من لا يريد للعرب ان يلتقوا ابدا ولا يريدوا لبني آدم أن يفرحوا".

وأضاف الدليمي أن "اقامة مهرجانات الثقافة في العواصم العربية هو رد على المشككين بثقافة العرب وتأكيد أن ثقافة العرب ليست ثقافة الزوايا والدهاليز المظلمة".

ودعا الدليمي "اهل الفكر والابداع وصناع الموقف الى مضافرة جهودهم في ترسيخ الثقافة العربية وترسيخ ثقافة الأوطان والانسان وليس ثقافة السلطة".

وأكد الدليمي أن "اخطر ما يهدد الأمة في هذه الفترة والحقبة التاريخية المثيرة للجدل هو هيمنة السلطة على المشهد الثقافي للامة"، دعا إلى ضرورة أن يكون هذا الملتقى منطلقا لبناء مشروع عربي ثقافي متكامل عنوانه (الثقافة الجامعة)".

وبين وزير الثقافة العراقي ان "هذا المشروع يؤكد التنوع والاعتراف بثقافة الآخرين ونبذ العنف والتفرقة ويكمن على اسس التعايش السلمي الاجتماعي"، مؤكدا أن "مشروع الثقافة الجامعة قادر على مواجهة الثقافة الظلامية والتشدد"

وفي ختام كلمته تعهد الدليمي بأن "تكون بغداد وعلى مدار سنة كاملة داعمة ومفتوحة أمام المبدعين والمثقفين العرب".

مكتب بغداد صوت العراق
صادق الموسوي
خالدة الخزعلي

صور المعارض لللوحات والكتب والثراث
خارج قاعة الاحتفال
















صور احتفالية المهرجان





















ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق