الاثنين، 1 أغسطس 2011

تذكرة للذين يسعون في الأرض فسادا وإراقة الدماء في شهر الله ألكريم.

صادق الموسوي بقلم صادق الموسوي


لقد اقبل علينا شهر رمضان الكريم (شهر الله الذي انزل فيه القرآن)


الذي جعله الباري مأدبة" وبابا" مفتوحا"للمسلمين والمؤمنين من خلقه
لتطهير الذنوب وإيقاف الحروب وسفك الدماء البريئة ، الذي فيه تعتق الرقاب ، وتغل أيادي الشياطين ،


فكم من شياطين الإنس سفكوا من دماء الأبرياء وأزهقوا الأرواح الطاهرة في الأشهر الرمضانية السابقة ،


في حين ان أيادي شياطين الجن متوقفة عن اي عمل فيه خرق لحدود الله عز وجل .


ولكن شياطين الانس تقتل وتسفك الدماء باسم الدين .


وهذه دعوة الى جميع اللذين أغواهم الشيطان ووعدهم غرورا وكفرا ،


تعالوا نستذكر بعض الأمور لعل بعضكم تنفعه هذه الذكرى ويرجع الله خالقه بالإنابة والتوبة والفوز بالغفران ونيل الرضوان.


فكل هارب من الله يرجع إليه ، فان استطعتم ان تفروا من أقطار السماوات والأرض ففروا ،


ولن تفروا إلا بسلطان منه سبحانه وتعالى .


فيقول ربنا الجليل : يا بن آدم خلقت كل شيء لأجلك ، وخلقتك لأجلي ، فهل تفر مني .


فكل هارب من خلق الله يرجع الى ربه ، وكل هارب من الله يرد إليه ،


ومع كل هذا فان رحمته وسعت كل شيء ،فسبحانه وتعالى يتجاوز عن المسيئين بحلمه وكرمه ،


مهما كانت ذنوب عباده ، فيعفي عن اي ذنب سوى ذنوب العباد على العباد فيما بينهم ،


فكيف من هم بقتل أخيه المسلم ، او من يفكر بأذية عباد الله في هذا الشهر الكريم شهر رمضان .


فمن لم يستفد من هذه التذكرة فهو من عبدت الشيطان الإنسي بإيحاء من الجن الذي يأمرهم بتنفيذ مخططاته بجنوده ،
ولا شك أنهم جنود الشيطان الذي يعبدوه من دون الخالق الجبار


وهم الذين يرفضوا دعوة خالقهم وعارضوها بالعناد ،


فبعنادهم هذا هم يحاربون الله عز وجل بقتلهم النفوس وهي صائمة تلبية لخالقها في صيامهم بشهره الكريم ،


قائمة مؤدية العبادات ،آخذة بأمره تعالى .


وقوله كل شيء لعبدي الا الصيام فانه لي وأنا اجزي عليه.


فكيف سيكون العقاب لمن يفعل هذه الأفعال لقتل عباد الله المؤمنين الصائمين .


فقد اقسم الله بان يملأ جهنم بهم ، والتي تكون وقودها الناس والحجارة ،


فقد قارن قلوبهم المتحجرة لقسوتها ومثلها بالحجارة أوهي اشد قسوة .


وكذلك جعلهم أردى وابخس من الأنعام والبهائم الاستكلابية والسبعية ،ومثلهم بالانعام بل هم أضل سبيلا .


لان الانعام خلقها الله لخدمة الإنسان


"خلقت كل شيء لأجلك"


وهؤلاء الذين يحاربون الله ورسوله لعنوا في الأرض والسماء ، ولا تنفهم شفاعة الشافعين يوم العرض على الباري عز وجل.


ولن يغفر الله ذنوبهم ولو تقدموا بملأ الأرض ذهبا .


لأنهم أولياء الشيطان الذي سوف يتبرأ من أفعالهم فيقول:


(ما كان لي عليكم سلطان الا ان دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا انفسكم ، ما انا بمصرخكم وما انتم بمصرخي ، اني كفرت بما اشركتموني من قبل )


(وقال الشيطان لما قضي الامر ان الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا انفسكم ...)


وقال ايضا (اني بريء منكم اني ارى ما لاترون , اني اخاف الله والله شديد العقاب )


" كمثل الشيطان اذ قال للانسان اكفر ، فلما كفر قال اني بريء منك ، إني أخاف الله رب العالمين ".


لأن عقولكم صبحت كعقول البهائم بإرادتكم واتبعتم هوى الشيطان واصبحتم اشباحا لصور مؤلمة انتم كونتموها وسوف تكون مقبوحة ومؤلمة في العوالم الأخرى ،


"ولقد صدّق عليهم ابليس ظنه فاتبعوه ،الافريقا من المؤمنين".


ويوم تشهد عليكم أنفسكم وهي صحيفة كل فرد منكم فيها تصوير واستنساخ لأعمالكم


لقوله تعالى


( انا كنا نصور ما كنتم تعملون )(ونستنسخ ما كنتم تعملون).


فعندها تقولون " ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة" ولا كبيرة" الا أحصاها "


وان ليس للإنسان الا ما سعى ، وان سعيه لسوف يرى .


كما جاء في الفلسفة الإلهية ( النيل نظير الإدراك واللحوق).
لانه سبحانه وتعالى قادر علة ان يخلقكم بصور الحيوانات المفترسة التي تاكل الجيف والميتة كما جاء بقوله تعالى ( على ان نبدل امثالكم وننشئكم في ما لا تعلمون)


وما لا يدرك كله لا يترك كله .
(ولا تكونوا كالذين نسوا أنفسهم فانسيهم أنفسهم ،أولئك هم الفاسقون)
ولعمري أنها آية لا يصل معرفتها الا من عرف نفسه ؟ ومن عرف نفسه فقد عرف ربه.


وهي مرتبطة بالآية ( نسوا الله فأنساهم أنفسهم).
ف " كل نفس بما كسبت رهينة "


فعند لحظة الممات تعرف قدرة الله ، فتتجلى بصور خافية حتى على العقول النيرة التي استضاءت بنور العلم والإيمان .


فكونوا صالحين ،والإنسان الصالح هو الذي يبلغ في بعده الإنساني الى حد الكمال ،والمرتبط بالعمل الصالح بين جميع خلقه .


والمهم ان تخلص أولا مع نفسك وتتخلق بأخلاق الله وهي أخلاق محمد وآله (ص)


( وانك لعلى خلق عظيم )


ولا نكون مخلصين الا بالأخلاق الحميدة ومساعدة خلق الله


وان يعاملونا بالإساءة ، نعاملهم بالإحسان ، ونعقوا عمن لمن ظلمنا ونصل من قطع أرحامنا ونعطي من حرمنا.


وكونوا من هؤلاء الناس الذي قال عنهم امير المؤمنين "علي بن ابي طالب "(ع)


" الا بابي وامي هم من عدّة اسمائهم في السماء معروفة ، وفي الارض مجهولة "


وكونوا من المتقين الذين قال في حقهم (ع):


" قلوبهم محزونة وشرورهم مأمونة ، واجسادهم نحيفة وحاجتهم خفيفة وانفسهم عفيفة ،


صبروا اياما" قصيرة اعقبتهم راحة طويلة ، تجارة مربحة يسرها لهم ربهم ، ارادتهم الدنيا فلم يريدوها..."


فلا تعملوا بالضن والشكوك لان الشكوك والظنون لواقح الفتن ومكدرة لصفوة المنائح والمنن .


فانظر بقلبك واعمل ببصرك ظاهرا" وباطنا" بصدق النية في العمل ،


فمن طاب ظاهره طاب باطنه وتقبل الله عمله .


فيجب علينا التفكر في غاية العمل المطلوب منا تنفيذه بأوامر إلهية ،


لان لكل عمل غاية ونهاية ،
كما صرح بهذا سيد الوصيين وإمام المتقين (علي بن ابي طالب )(ع).


(ان لكم نهاية فانتهوا الى نهايتكم ، وان لكم علما"، فاهتدوا بعلمكم ، وان للسلام غاية فانتهوا الى غايته ، واخرجوا الى الله بما افترض عليكم من حقه ،وبين لكم من وظائفه ، انا شاهد لكم وحجيج يوم القيامة عنكم ).


ونختم المقال بآية من الذكر الحكيم:


" ان ربك هو اعلم من يضل عن سبيله وهو اعلم بالمهتدين".


وفقنا الله وإياكم لعمل الخير والصلاح وتقبل الله صيامكم وقيامكم.




صادق عبد الواحد الموسوي
سكرتير تحرير جريدة النداء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق